"رواه الترمذي" والحاكم "من حديث أبي هريرة", ورواه البيهقي: "وكان أكثر دعائه -صلى الله عليه وسلم: "ربنا" وفي رواية: اللهم ربنا "آتنا في الدنيا حسنة" كصحة وعفاف وكفاف وتوفيق للخير, "وفي الآخرة حسنة" ثوابًا ورحمةً, "وقنا" بالعفو والمغفرة "عذاب النار" الذي استحقيناه بسوء أعمالنا، وقول عليٍّ -كرَّم الله وجهه: الحسنة في الدنيا المرأة الصالحة, وفي الآخرة الحور، وعذاب النار امرأة السوء، وقول الحسن البصري: الحسنة في الدنيا العلم والعبادة, وفي الآخرة الجنة، "وقنا عذاب النار" احفظنا من كل ذنب يجر إليها أمثلة المراد بها. قال ابن كثير: جمعت هذه الدعوة كل خير في الدنيا وصرفت كل شر، فإن الحسنة في الدنيا تشمل كل مطلوب دنيوي من عافية ورزق واسع وعلم نافع وعمل صالح, إلى غير ذلك، وأمَّا الحسنة في الآخرة فأعلى ذلك دخول الجنة, وتوابعه من الأمن من الفزع الأكبر في العرصات وتيسير الحساب وغير ذلك، وأما النجاة من النار فهو متقضى تيسير أسبابه في الدنيا من اجتناب المحارم والآثام وترك الشبهات. انتهى. ولا يرد عليه أن أعلاها: رؤية الله تعالى؛ لأنَّ كلامه فيما قبل دخوله الجنة، وسبب الاختلاف في التفسير، أن حسنة نكرة في الإثبات فلا تعمّ "رواه الشيخان من حديث أنس بن مالك: "وكان" صلى الله عليه وسلم- يقول: "رب أعني ولا تعن عليَّ، وانصرني" ظفرني "ولا تنصر عليَّ" أعداء الدين، قال الراغب: النصر من الله معونة الأنبياء والأولياء وصالحي العباد بما يؤدي إلى صلاحهم عاجلًا وآجلًا، وذلك تارةً يكون من خارج بمن يقيضه الله فيعينه، وتارةً من داخل بأن