ولا يسند إلى الله على سبيل المقابلة والازدواج, والمقابلة هنا مقدَّرة؛ لأن قوله: "امكر لي" معناه: جَازِ من مكر عليّ, "واهدني" لصالح الأعمال والأخلاق، فإنه لا يهدي لصالحها, ولا يصرف سيئها إلا أنت كما في حديث آخر. وفي رواية: فاهدني ويسر هداي إليّ, "وانصرني" ظفرني "على من بغى عليّ" جار واعتدى بأن تهلكه, "رب اجعلني لك شاكرًا" أي: وفِّقني له لأقوم بما وجب عليّ من شكر نعمائك التي لا تحصى, "لك ذاكرًا" بقلبي ولساني, "لك راهبًا" خائفًا منك, "مطواعا لك" في جميع أوامرك, "مخبتًا" خاشعًا متواضعًا "إليك أوَّاهًا" كثير التأوّه من الذنوب والتأسُّف على الناس, "منيبًا" راجعًا إليك، "رب تَقَبَّل توبتي واغسل حوبتي" بفتح المهملة- أي: خطيئتي, "وأجب دعوتي, وثبّت حجتي, وسدّد لساني, واهد قلبي" خصَّه مع دخوله في قوله أولًا: "واهدني" اهتمامًا به؛ لأنه الرئيس الذي إذا صلح صلح الجسد كله, "واسلل" بمهملة ولا مين- انزع وخَرِّج برفق "سخيمة" بفتح المهملة وكسر المعجمة- أي: حقد "صدري" , وفي رواية: قلبي. "رواه الترمذي" وأبو داود والنسائي وابن ماجه, وصحَّحه الحاكم، كلهم عن ابن عباس: "وكان" صلى الله عليه وسلم "يقول: "اللهم لك أسلمت" أي: أنقذت, "وبك آمنت" أي: صدَّقت، قال النووي: فيه إشارة إلى الفرق بين الإسلام والإيمان, "وعليك" لا على غيرك "توكلت" اعتمدت في تفويض جميع أموري, "وإليك أنبت" رجعت وأقبلت بهِمَّتِي, "وبك خاصمت" أعدائي, "اللهمَّ إني أعوذ" أعتصم "بعزتك -لا إله إلا أنت- أن تضلني" بعدم التوفيق للرشد, والتوقيف على طريق الهداية والسداد، وهو متعلق بأعوذ، أي: من أن تضلني، وكلمة التهليل معترضة لتأكيد