وفي رواية: "أنت الحي القيوم الذي لا يموت" بلفظ الغائب, "والجن والإنس يموتون" عند انقضاء آجالهم، والمراد: الخلق كلهم، لكنَّ التنصيص لإفادة الخطاب جرى مجرى الغالب من تقابلهما، يعني: وأنا أموت لأني من الإنس، ولم ينصّ على مَنْ عداهم لما ذُكِرَ, ولا حجة فيه لمن احتجَّ به على عدم موت الملائكة, مع أنه لا مانع من دخولهم في مسمَّى الجن بجامع ما بينهم من الاجتنان عن عيون الإنس، كيف وقد قال تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} ، {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} ، {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوِْ} [القصص: ٨٨] . "رواه الشيخان" البخاري في التوحيد, ومسلم في الدعوات, "عن ابن عباس", وقصر من عزاه لمسلم وحده, "وكان -صلى الله عليه وسلم- يقول: "اللهم إني أسألك الهدى" أي: الهداية إلى الصراط المستقيم "والتّقى" الخوف من الله, والحذر من مخالفته, "والعفاف" الصيانة عن مطامع الدنيا, "والغنى" غنى النفس والاستغناء عن الناس. قال الطيب: أطلق الهدى والتقى ليناول كل ما ينبغي أن يهدى إليه من أمر المعاش والمعاد ومكارم الأخلاق, وكل ما يجب أن يتَّقى منه من شركٍ ومعصية وخلق رديء. "رواه مسلم والترمذي" وابن ماجه، كلهم في الدعوات "من حديث ابن مسعود" ولم يخرّجه البخاري: "وكان -صلى الله عليه وسلم "يقول: "اللهم" وفي رواية للبخاري: رب بدل اللهم "اغفر لي خطيئتي" ذنبي, "وجهلي" ضد العلم، وقال الكرماني: الجهل ما يجهل به، كما قالوه في الصائم لا يجهل أي: لا يرتكب ما يوقع في الجهل. انتهى. أي: لا يفعل ما يوصف معه بالجهل وإن لم يذنب به, "وإسرافي" تجاوزي الحدّ, "في أمري" كله, "وما أنت أعلم به مني" مما علمته وما لم أعلمه، بأنّ صدر سهوًا, "اللهم اغفر لي جدي" بكسر الجيم ضد الهزل, "وهزلي" بفتح الهاء ضد الجد, "وخطئي" بالهمز ضد العمد, "وعمدي" ضد السهو. ووقع في رواية للبخاري: "اللهم اغفر لي خطاياي وعمدي" جمع خطيئة وعطف العمد