"رواه الترمذي والنسائي من حديث" عبد الله "بن عمرو بن العاص", ورواه أبو داود والنسائي وابن ماجه عن أبي هريرة, والنسائي أيضًا عن أنس, وقد رواه مسلم في آخر حديث، ولفظه عن زيد بن أرقم: كان -صلى الله عليه وسلم- يقول: "اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل, والجبن والبخل والهرم، وعذاب القبر، اللهمّ آت نفسي تقواها, وزكها أنت خير من زكاها, أنت وليها ومولاها، اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع, ومن قلب لا يخشع, ومن نفس لا تشبع, ومن دعوة لا يستجاب لها" وكذا رواه أحمد والترمذي وغيرهما. "وكان" صلى الله عليه وسلم "يقول: "اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك" أي: ذهابها مفردة في معنى الجمع؛ لأن المفرد المضاف يعمّ النعم الظاهرة والباطنة, وهي كل ملائم تحمد عاقبته، والاستعاذة من زوالها تتضمَّن الحفظ من الوقوع في المعاصي؛ لأنها تزيل, "وتحوّل" أي: تبدل "عافيتك" , ويفارق التحوّل الزوال، فيقال في كل ثابت لشيء ثم فارقه: زال، ولفظ أبي داود: تحويل, بزيادة تحتية, وهو تغيير الشيء وانفصاله عن غيره، فكأنَّه سأل دوام العافية وهي السلامة من الآلام والأسقام, "وفجأة" بضم الفاء والمد وفتحها والقصر- بغتة, "نقمتك" بكسر النون وقد تفتح, وسكون القاف- غضبك وعقوبتك. قال المازري: استعاذ من أخذه الأسف, "وجميع سخطك" بفتحتين- أي: الأسباب الموجبة لذلك، وإذا انتفت أسبابها حصلت أضدادها. "رواه مسلم وأبو داود" والترمذي "من حديث ابن عمرو بن العاص أيضًا" هذا وهم، فالذي فيهما وكذا الترمذي عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر، أي: بن الخطاب, "وكان" صلى الله عليه وسلم "يقول: "اللهم إني أعوذ بك من الفقر" فقد المال أو فقر النفس, "والقلة" بكسر القاف- قلة