رواه أبو داود" وابن ماجه والحاكم من حديث أبي هريرة", وسكت عليه أبو داود, "وكان -صلى الله عليه وسلم "يقول: "اللهم إني أعوذ بك من الشقاق" بكسر المعجمة وقافين- النزاع والخلاف والتعادي؛ لأن كلًّا منها يكون في شق، أي: ناحية, أو هو العداوة, وفيها أيضًا المفاعلة, فتكون على بابها, "والنفاق" نفاق العمل, "وسوء الأخلاق"؛ لأن صاحبه لا يقر من ذنب إلّا وقع في آخر, والأخلاق السيئة من السموم القاتلة, والمهلكات والمخازي الفاضحة والرذائل الواضحة والخبائث المبعدة عن الله تعالى المقرّبة للشيطان, فحق أن يستعاذ منها. "رواه أبو داود والنسائي" في الصلاة "من حديث أبي هريرة" أيضًا، ورواه النسائي في الاستعاذة: "وكان -صلى الله عليه وسلم "يقول: "اللهم إني أعوذ بك من الجوع" أي: من ألمه وشدة مصابرته؛ لأنه يمنع راحة البدن, ويحلل المواد المحمودة بلا بدل, ويشوش الدماغ, ويثير الأفكار الفاسدة والخيالات الباطنة, "فإنه بئس الضجيع" أي: النائم معي في فراش واحد، سمَّاه ضجيعًا لملازمته لصاحبه في المضجع, تنبيهًا على أنَّ المراد الملازم المضر لا مطلق الجوع, "وأعوذ بك من الخيانة" مخالفة الحق بنقض العهد في السر, "فإنها بئست البطانة" بالكسر- خلاف الظهارة، ثم استعيرت لمن يخصه الإنسان بالاطِّلاع على باطن أمره، ولما كانت الخيانة أمرًا يبطنه الإنسان ويستره, سمَّاها بطانة, والخيانة خزي وهوان, وتكون في المال والنفس والعدد والكيل والوزن وغير ذلك, "رواه أبو داود والنسائي من حديث أبي هريرة أيضًا" بإسناد صحيح, وله شاهد من حديث ابن مسعود عند الحاكم في حديث, "وكان" صلى الله عليه وسلم يقول: "اللهم إني أعوذ بك من غلبة الدَّيْن" ثقله وشِدَّته؛ حيث لا قدرة على وفائه، لا سيما مع الطلب, "وغلبة العدوّ" من يفرح بمصيبته ويحزن بمسرته, "وشماتة الأعداء" فرحهم ببلية تنزل