"رواه أبو داود عن أنس" بن مالك, قال النووي: قال العلماء: السنة في كل دعاء لدفع بلاء أن يرفع يديه جاعلًا ظهور كفيه إلى السماء، وإذا دعا بسؤال شيء وتحصيله أن يجعل كفيه إلى السماء. انتهى. "وقال أبو موسى" عبد الله بن قيس "الأشعري, كما عند البخاري" في المغازي, في قصة دعائه لأبي عامر عمّ أبي موسى بعد قتله شهيدًا في غزوة خيبر -بالراء: "دعا النبي -صلى الله عليه وسلم, ثم رفع يديه حتى رأيت بياض إبطيه" لعدم الشعر أصلًا, أو لدوام تعاهده, "وعنده" أي: البخاري "أيضًا من حديث ابن عمر" في آخر حديث مَرَّ في المغازي: "رفع -صلى الله عليه وسلم- يديه فقال: "اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد بن الوليد" مرتين, كما في البخاري, "لكن في حديث أنس" في الصحيحين: "لم يكن النبي -صلى الله عليه وسلم- يرفع يديه في شيء من دعائه إلّا في الاستسقاء. وهو حديث صحيح، ويجمع بينه وبين ما تقدَّم بأن الرفع في الاستسقاء يخالف غيره، إمَّا بالمبالغة" في الرفع "إلى أن يصير اليدان حذو الوجه مثلًا في الداء" في غير الاستسقاء, يرفعهما "إلى حذو المنكبين", ولا يعكر على ذلك أنه" ثبت في كلٍّ منهما" حديث أبي موسى بلفظ: حتى رأيت، وحديث أنس بلفظ: "حتى يرى بياض إبطيه، بل" إضراب عن العكر, "يجمع بأن تكون رؤية البياض في الاستسقاء أبلغ منها في غيره، وإمَّا أنَّ الكفَّين في الاستسقاء يليان الأرض، وفي الدعاء يليان السماء".