"قال البيهقي: لا أحفظ فيه عن أحد من السلف شيئًا، وإن روي عن بعضهم في الدعاء خارج الصلاة أنه يمسح ندبًا, وهذا قسيم قوله: أمَّا في القنوت, "وقد روي فيه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- خبر ضعيف" أخرجه أبو داود عن بريدة, أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا دعا فرفع يديه مسح وجهه بيديه, حسَّنه بعض الحفاظ, وهو "مستعمل عند بعضهم في الدعاء خارجها" فيستحبّ على المعتمد عند الشافعيه، وقال به بعض المالكية تفاؤلًا وتيمنًا بأن كفَّيه ملئتا خيرًا، فأفاض منه على وجهه "فأمَّا فيها, فعمل لم يثبت فيه خبر" عن المصطفى, "ولا أثر" عن صاحب, "ولا قياس, والأَوْلَى أن لا يفعله" تنزيهًا للصلاة عن فعلٍ لم يرد, "وقد دعا -صلى الله عليه وسلم- لأنس فقال: "اللهم أكثر" بفتح الهمزة وكسر المثلثة, "اله وولده, وبارك له فيما أعطيته" رواه البخاري" في الدعوات, ومسلم في الفضائل، كلاهما عن أنس، قال: قالت أم سليم للنبي -صلى الله عليه وسلم: أنس خادمك فادع له، فقال: فذكره, "وفي" كتاب الأدب المفرد له" للبخاري, "عن أنس قال: قالت أم سليم" بضم السين وفتح اللام, "وهي أم أنس: خويدمك" بالتصغير, تعنى: أنسًا "ألا تدعو له", قالت ذلك استعطافًا, "فقال" صلى الله عليه وسلم: "اللهم أكثر ماله وولده, وأطل حياته, واغفر له" فزاده دعوتين على الثلاثة في الحديث قبله, والحديث واحد، غير أنَّ بعض الرواة ذكر ما لم يذكر الآخر. "وفي الصحيح: إن أنسًا كان في الهجرة ابن تسع سنين, وكانت وفاته سنة إحدى وتسعين فيما قيل: وقيل: ثلاث" وتسعين, "وله مائة وثلاث سنين، قاله خليفة" ابن خياط -بخاء