للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ودعا -عليه الصلاة والسلام- لمالك بن ربيعة السلولي أن يبارك له في ولده، فولِدَ له ثمانون ذكرًا، رواه ابن عساكر.

وأرسل -عليه الصلاة والسلام- إلى عليٍّ يوم خيبر، وكان أرمد فتفل في عينيه وقال: "اللهمَّ أذهب عنه الحر والبرد"، قال: فما وجدت حرًّا ولا بردًا منذ ذلك اليوم، ولا رمدت عيناي.

وبعث -صلى الله عليه وسلم- إلى اليمن قاضيًا فقال: يا رسول الله، لا علم لي بالقضاء، فقال: " ادن مني" فدنا منه، فضرب يده على صدره وقال: "اللهم اهد قلبه وثبت


وبين ما رواه ابن ماجه برجالٍ ثقات عن عمرو بن غيلان الثقفي، والطبراني عن معاذ, والطبراني أيضًا برجالٍ ثقات عن فضالة بن عبيد مرفوعًا: "اللهمَّ من آمن بي وصدَّقني وعلم أنَّ ما جئت به هو الحق من عندك, فأقلل ماله وولده وحبّب إليه لقاءك، ومن لم يؤمن بي ولم يصدقني ولم يعلم أن ما جئت به هو الحق من عندك, فأكثر ماله وولده وأطل عمره"؛ لأن فضل التقلل من الدنيا مختلف باختلاف الأشخاص، كما يشير إليه الحديث القدسي: "إن من عبادي من لا يصلحه إلا الغنى.........." الحديث، فمن الناس من يخاف عليه الفتنة بالمال والولد, وعليه ورد هذا الحديث, وإن كانت من صيغة عموم؛ لأنه يصدق بمؤمن يخاف عليه الفتنة بالمال والولد، ومنهم من لا يخاف عليه كأنس، وحديث: "نعم المال الصالح للرجل الصالح"، فدعا لكلٍّ من أمته بما يصلح له, ولا تناقض بين أحاديثه، فقول الداودي أحمد بن نصران: حديث أنس يدل على بطلان هذا الحديث، وكيف يصح وهو -صلى الله عليه وسلم- يحض على النكاح والتماس الولد. ساقط، فقد أمكن الجمع, وقال الحافظ: لا منافاة بينهما؛ لاحتمال أن يكون ورد في حصول الأمرين معًا، لكن يعكر عليه حديث أنس, فيقال: كيف دعا له وهو خادمه بما كرهه لغيره، فيحتمل أنه قرن دعاءه له بذلك بأن لا يناله من قبله ضرر؛ لأن المعنى في كراهة كثرة اجتماع المال والولد إنما هو لما يخشى من الفتنة بهما, والفتنة لا يؤمن معها الهلكة. انتهى.
"ودعا -عليه الصلاة والسلام- لمالك بن ربيعة" أبي مريم "السلولي" بمهملة ولامين- مشهور بكنيته, شهد بيعة الرضوان وحجة الوداع "أن يبارك له في ولده، فولد له ثمانون ذكرًا، رواه ابن عساكر" وابن منده "وأرسل -عليه الصلاة والسلام- إلى عليٍّ يوم خيبر وكان أرمد، فتفل" بفوقية ففاء- أقلّ من البزاق "في عينيه، وقال: "اللهم أذهب عنه الحر والبرد"، فما وجد حرًّا ولا بردًا منذ ذلك اليوم ولا رمدت عيناه" بكسر الميم وتقدَّمت القصة مبسوطة في خيبر, "وبعث -صلى الله عليه وسلم- عليًّا" زوج الزهراء "إلى اليمن قاضيًا فقال" حين أراد بعثه: "يا رسول الله, لا علم لي بالقضاء: فقال: "ادن مني" فدنا" قرب "منه فضرب" أي: وضع "يده على صدره وقال:

<<  <  ج: ص:  >  >>