للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"لا يف الله فاك" أي: لا يسقط الله أسنانك، وتقديره: لا يسقط الله أسنان فيك، فحذف المضاف: قال: فأتى عليه أكثر من مائة سنة, وكان من أحسن الناس ثغرًا، رواه البيهقي وقال فيه: فلقد رأيته ولقد أتى عليه نيف ومائة سنة, وما ذهب له سن، وفي رواية ابن أبي أسامة: وكان من أحسن الناس ثغرًا, وإذا سقطت له سن نبتت له أخرى، وعند ابن السَّكن: فرأيت أسنان النابغة أبيض من البرد لدعوته -صلى الله عليه وسلم.


"لا يف الله فاك" زاد في رواية: مرتين "أي: لا يسقط الله أسنانك, وتقديره: لا يسقط الله أسنان فيك، فحذف المضاف".
"قال" الراوي لهذا الحديث عن النابغة: "فأتي عليه أكثر من مائة سنة, وكان من أحسن الناس ثغرًا" بمثلثة ومعجمة، أي: أسنانًا، ففي القاموس في معاني الثغر والأسنان أو مقدمها أو ما دامت في منابتها. انتهى.
وحمل ما هنا على الجميع, متعين لقوله بعده: وما ذهب له سن "رواه البيهقي وقال فيه" الراوي: "فلقد رأيته ولقد أتى عليه نيف ومائة سنة, وما ذهب له سن، وفي رواية" الحرث "بن أبي أسامة" من طريق الحسن بن عبيد الله العنبري، قال: حدَّثني من سمع النابغة الجعدي يقول: أتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأنشدته، فذكر القصة وقال في آخرها: "وكان من أحسن الناس ثغرًا", أي: أسنانًا, "وإذا سقطت له سن" لا يخالف قوله: وما ذهب له سن؛ لأنه لما "نبتت له أخرى" مكانها, كأنها لم تسقط.
وكذا رواه السلفي في الأربعين البلدانية من طريق نصر بن عاصم الليثي عن أبيه: سمعت النابغة يقول: أتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم، فذكر القصة وفيها فقال: "صدقت, لا يف الله فاك"، قال عاصم: فبقي عمره أحسن الناس ثغرًا, كلما سقطت سن عادت أخرى وكان معمرًا.
"وعند ابن السكن" في الصحابة والارقطني في المؤتلف والمختلف, عن كرز بن شامة: وكانت له وقادة عن النابغة، فذكر القصة بنحوها، وقال كرز: "فرأيت أسنان النابغة أبيض من البرد" حب الغمام "لدعوته -صلى الله عليه وسلم".
وعند الخطابي في غريب الحديث, والمرهبي في كتاب العلم، وغيرهما عن عبد الله بن جراد: فرأيت أسنان النابغة كالبرد المنهل ما انقضمت له سن ولا انفلت.
وحكي في الإصابة الخلاف في سنّه، فروى الحاكم عن النضر بن شميل عن المنتجع الأعرابي، قال: أكبر من لقيت النابغة الجعدي، قلت له: كم عشت في الجاهلية؟ قال: دارين، قال النضر: يعني: مائتي سنة، وقال الأصمعي: عاش مائتين وثلاثين سنة، وقال ابن قتيبة: مات

<<  <  ج: ص:  >  >>