للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثمانين ألفًا. وأوصى بخمسين ألفًا بعد صدقاته الفاشية في حياته، وعوارفه العظيمة، أعتق يومًا ثلاثين عبدًا، وتصدَّق مرة بعير فيها سبعمائة بعير وردت عليه تحمل من كل شيء, فتصدَّق بها وبما عليها وبأقتابها وأحلاسها.

وذكر المحب الطبري مما عزاه للصفوة عن الزهري: إنه تصدق بشطر ماله: أربعة آلاف، ثم تصدق بأربعين ألف دينار، ثم حمل على خمسمائة فرس في سبيل الله، ثم حمل على ألف وخمسمائة راحلة في سبيل الله، وكان عامة ماله من التجارة.

ودعا على مضر فأقحطوا حتى أكلوا العلهز -وهو الدم بالوبر- حتى استعطفته قريش.

ولما تلى -عليه الصلاة والسلام: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى} قال عتيبة بن أبي لهب: كفرت برب النجم، فقال: "اللهمَّ سلط عليه كلبًا من كلابك". فخرج عتيبة مع أصحابه في عير إلى الشام حتى إذا كانوا بالشام زأر الأسد، فجعلت فرائصه ترعد، فقيل له: في أي شيء ترعد؟ فوالله ما نحن وأنت في هذا إلا سواء، فقال


بعد صدقاته الفاشية" أي: الكثيرة "في حياته, وعوارفه" أي: أفعاله المعروفة, جمع عارفة "العظيمة, أعتق يومًا ثلاثين عبدًا, وتصدَّق مرة بعير" بكسر العين "فيها سبعمائة بعير وردت عليه" من تجارته "تحمل من كل شيء, فتصدق بها وبما عليها وبأقتابها وأحلاسها".
"وذكر المحب الطبري مما عزاه للصفوة" لابن الجوزي "عن الزهري, أنه تصدق بشطر ماله أربعة آلاف، ثم تصدق بأربعين ألف دينار، ثم حمل" المغازين "على خمسمائة فرس في سبيل الله" الجهاد, "ثم حمل على ألف وخمسمائة راحلة" من الجمال "في سبيل الله وكان عامَّة ماله من التجارة, ودعا" صلى الله عليه وسلم "على مضر" بقوله: "اللهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف" , "فأقحطوا حتى أكلوا العلهز" بكسر المهملة والهاء بينما لام ساكنة وآخره زاي "وهو الدم بالوبر, حتى استعطفته قريش" فدعا لهم "ولما تلا -عليه الصلاة والسلام: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى} ، قال عتيبة" بالتصغير "ابن أبي لهب" وأما أخوه عتبة المكبر فأسلم في فتح مكة كما مَرَّ: "كفرت برب النجم، فقال: "اللهم سلّط عليه كلبًا من كلابك" فخرج عتيبة مع أصحابه في عير" إبل "إلى الشام" في تجارة "حتى إذا كانوا بالشام" بمحل يقال له الزرقاء, "زأر" بزاي فراء فهمزة- أي: صوت "أسد، فجعلت فرائصه ترعد" بضم العين وفتحها "فقيل له: في أي شيء ترعد، فوالله ما نحن وأنت في هذا إلّا سواء، فقال: إن محمدًا دعا علي

<<  <  ج: ص:  >  >>