"وفي حديث ابن عباس عند الدارمي: لما نزلت {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} دعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاطمة، وقال" لها حين جاءته، وفي نسخة: قال بلا واو، أي: فلمَّا جاءته قال: "نعيت إلي نفسي" ببناء نعيت للمجهول, "فبكت" أسفًا عليه, "قال: "لا تبك" وفي نسخة: لا تبكي بالياء للإشباع, "فإنك أول أهلي لحوقًا بي" فضحكت..... الحديث" وهو دالّ للقول بنزولها قبل موته بتسع أو سبع أو ثلاث لما في الصحيح, أنه دعا فاطمة في مرض موته, فسارَّها فبكت, ثُمَّ سارَّها فضحكت, إن فسرنا ما سارَّها به بنزول سورة النصر. "وروى الطبراني من طريق عكرمة عن ابن عباس، قال: لما نزلت {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} نعيت -بضم النون- إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نفسه، فأخذ بشأن ما كان قط اجتهادًا في أمر الآخرة" أي: أخذ باجتهاد أشد من الاجتهاد الذي كان يجتهده قبل, "وللطبراني أيضًا من حديث جابر: لما نزلت هذه السورة, قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لجبريل: "نعيت" بفتح النون وتاء الخطاب، أو بضمها مبني للمفعول, "إلي نفسي" فقال له جبريل: {وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى} الآية. أي: الدنيا.