رواه مسلم، لكن من حديث ابن مسعود لا من حديث أي: سعيد, "خليلًا" أرجع إليه في المهمات, وأعتمد عليه في الحاجات, وفي رواية للبخاري: "لو كنت متخذًا خليلًا غير ربي لاتخذت أبا بكر خليلًا"؛ لأنه أهلٌ لذلك لولا المانع، فإن خِلّة الله لا تسع مخالة شيء غيره أصلًا, "ولكن أخوة" بالرفع "الإسلام" جامعة بيني وبينه، ولتمامها: صرت معه لأخ، زاد في راية: ومودته أي: الإسلام. وفي حديث ابن عباس عند البخاري: "ولكن أخوة الإسلام أفضل" واستشكل بأن الخلة أفضل من أخوة الإسلام, فإنها تستلزمها وزيادة، وأجيب بأن أفضل بمعنى فاضل، وبأنَّ المراد مودة الإسلام مع النبي -صلى الله عليه وسلم- أفضل من مودته مع غيره, ولا يعكر عليه اشتراك جميع الصحابة في هذه الفضيلة مع أبي بكر؛ لأن رجحانه عليهم عُلِمَ من غير هذا, وأخوة الإسلام ومودته متقاربة بين المسلمين في نصر الدين وإعلاء كلمة الحق وتحصيل كثرة الثواب، ولأبي بكر من ذلك أكثره وأعظمه "لا يبقى" الذي في البخاري: في أزيد من موضع كمسلم لا يبقين. قال الحافظ وغيره: بفتح أوله ونون التوكيد الثقيلة, "في المسجد خوخة" بمعجمتين- باب صغير, ونسبة النهي إليها تجوّز؛ لأن عدم بقائها لازم للنهي عن إبقائها, وكأنه قال: لا تبقوها حتى تبقى، وقد رواه بعضهم بضم أوله وهو واضح، وكانوا قد اتخذوا في ديارهم أبوابًا صغارًا إلى المسجد، فأمر -صلى الله عليه وسلم- بسدِّها كلها, "إلا خوخة أبي بكر" إكرامًا له وتنبيهًا على أنه الخليفة بعده, أو المراد المجاز فهو كناية عن الخلافة وسد أبواب المقالة دون التطرق والتطلع إليها، رجَّحه