للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يودع الناس، فقالوا: هذا حجة الوداع.

فلمَّا رجع -عليه الصلاة والسلام- من حجه إلى المدينة جمع الناس بماء يدعى "خما" في طريقه بين مكة والمدينة، فخطبهم وقال: "أيها الناس، إنما أنا بشر مثلكم، يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب" ثم حضَّ على التمسك بكتاب الله, ووصَّى بأهل بيته.

قال الحافظ ابن رجب: وكان ابتداء مرضه -عليه السلام- في آخر شهر صفر، وكانت مدة مرضه ثلاثة عشر يومًا في المشهور.

وكانت خطبته التي خطب بها المذكور في حديث أبي سعيد الذي قدمته في ابتداء مرضه الذي مات فيه، فإنه خرج كما رواه الدارمي- وهو معصوب الرأس بخرقة، حتى أهوى إلى المنبر, فاستوى عليه فقال: "والذي نفسي بيده، إني


للناس: "خذوا عني مناسككم" احفظوها واعملوا بها, "فلعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا" , وطفق أي: شرع "يودّع الناس، فقالوا: هذه حجة الوداع، فلمَّا رجع -عليه الصلاة والسلام- من حجِّه" أي: شرع في الرجوع "إلى المدينة" ليلًا في قوله: "جمع الناس بماء يدعى" يسمَّى "خُمّا" بضم الخاء المعجمة وشد الميم- غدير في طريقه بين مكة والمدينة" على ثلاثة أيام من الجحفة, يقال له: غدير خم, "فخطبهم وقال" بعد أن حمد الله وأثنى عليه، ووعظ, وذكر كما في مسلم: "أيها الناس" الحاضرون أو أعمّ, "إنما أنا بشر" وقوله: "مثلكم" ليست في مسلم, ولا في نقل السيوطي عنه, وعن أحمد وعبد بن حميد، فكأن كتابها سبقه قلمه لحفظ القرآن, "يوشك" يقرب "أن يأتيني رسول ربي" يعني: ملك الموت, "فأجيب" اي: أموت, كنَّى عني بالإجابة إشارةً إلى أنه ينبغي تلقيه بالقبول, كأنه يجيب إليه باختياره, ثم حضَّ على التمسط بكتاب الله" القرآن "ووصَّى بأهل بيته" ومَرَّ الحديث في مقصد المحبة السابع.
"قال الحافظ ابن رجب" عبد الرحمن الحنبلي: "وكان ابتداء مرضه -عليه السلام- في آخر شهر صفر" يوم الاثنين أو السبت أو الأربعاء كما يأتي, "وكانت مدة مرضه ثلاثة عشر يومًا في المشهور" يأتي مقابله قريبًا, "وكانت خطبته التي خطب بها المذكورة في حديث أبي سعيد الذي قدمته" آنفًا "في ابتداء مرضه الذي مات فيه، فإنه خرج كما رواه الدارمي" عبد الله بن عبد الرحمن عن أبي سعيد، قال: خرج علينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونحن في المسجد وهو معصوب الرأس بخرقة" من الصداع "حتى أهوى" ارتفع صاعدًا إلى المنبر, فاستوى" جلس "عليه، فقال: "والذي نفسي بيده" قسم كان يقسم به كثيرًا, وفيه الحلف على الأمر المحقق من

<<  <  ج: ص:  >  >>