"وكان ابتداء" اشتداد "مرض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بيت ميمونة, كما ثبت في رواية معمر عن الزهري" عن عبيد الله بن عبد الله عن عائشة: أوّل ما اشتكى النبي -صلى الله عليه وسلم- في بيت ميمونة. الحديث في الصحيحين، وأما ابتداؤه الحقيقيّ فكان في بيت عائشة كما يأتي "وفي سيرة أبي معشر" نجيح بن عبد الرحمن، "كان في بيت زينب بنت جحش, وفي سيرة سليمان التيمي, كان في بيت ريحانة, والأوّل" بيت ميمونة "هو المعتمد" كما قال الحافظ؛ لأنه الذي في الصحيحين مسندًا. "وذكر الخطابي أنه ابتدأ به" المرض, "يوم الاثنين، وقيل: يوم السبت، وقال الحاكم أبو أحمد" شيخ الحاكم أبي عبد الله "يوم الأربعاء، واختلف في مدة مرضه، فالأكثر أنها ثلاثة عشر يومًا" وهو المشهور "كما مَرَّ، وقيل: أربعة عشر، وقيل: اثنا عشر، وذكرهما" أي: القولين "في الروضة, وصدَّر بالثاني" الذي هو اثنا عشر, "وقيل: عشرة أيام, وبه جزم سليمان التيمي في مغازيه, وأخرجه البيهقي بإسناد صحيح" عنه، وجمع شيخنا بجواز اختلاف أحواله في ابتداء مرضه، فذكر كلّ منهم اليوم الذي علم بحصول ما رآه من حاله وشدة مرضه التي انقطع بها عن الخروج في بيت عائشة: كانت سبعة أيام على ما يأتي, وما زاد عليها قبل اشتداده الذي انقطع به -صلى الله عليه وسلم. "وفي البخاري" ومسلم "قالت عائشة: لما ثقل برسول الله -صلى الله عليه وسلم, واشتد به وجعه" عطف تفسير, يقال: ثقل مرضه إذا اشتدَّ وركضت أعضاؤه عن الحركة، قال عياض: العرب تسمي كل مرض وجعًا "استأذن أزواجه في أن يمرَّض" بضم أوله وفتح الميم وشد الراء "في بيتي, فأذِنَّ -بفتح الهمزة وكسر المعجمة وشد النون- أي: الأزواج له -صلى الله عليه وسلم.