وقال في القلب من سنده: وأنا أبرأ إلى الله من عهدته, فغفل من زعم أن ابن خزيمة صححه. وبالجملة: قول ابن تيمية موضع ليس بصواب, وقد عارضه السبكي بقوله: بل حسن أو صحيح, انتهى. ولعل ذلك لتعدد طرقه وكثرة شواهده التي منها قوله" وفي المعجم الكبير للطبراني أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "من جاءني زائرًا لا تعمله" بضم التاء، أي: لا تحمله على العمل حاجة "إلا زيارتي" بأن لا يقصد ما لا تعلق له بالزيارة أصلًا، أمَّا ما له تعلق بها؛ كقصد اعتكاف بالمسجد النبوي وشد الرحل إليه وكثرة العبادة فيه وزيارة الصحابة ومسجد قباء, وغير ذلك مما يندب للزائر فعله، فلا يمنع قصده حصوله الشفاعة, كما نبَّه عليه في الجوهر المنظم, "كان حقًّا" أي: ثابتًا لازمًا "علي أن أكون له شفيعًا يوم القيامة، وصحَّحه ابن السَّكَن" وهو من كبار الحافظ النقاد. "وروي عنه -صلى الله عليه وسلم: "من وجد سعة" بفتح السين أفصح من كسرها, "ولم يفد" بفتح الياء وكسر الفاء- يأت, "إليَّ, فقد جفاني" أي: أعرض عني, "ذكره ابن فرحون" بفتح الفاء؛ لأنه على وزن فعلون كحمدون وشمعون وهو مفتوح، كما قال ابن الصلاح وغيره "في مناسكه والغزالي في الإحياء, ولم يخرجه العراقي" زين الدين بلفظه, "بل أشار إلى ما أخرجه ابن النجار في تاريخ المدينة مما هو في معناه عن أنس" مرفوعًا "بلفظ: "ما من أحد من أمتي له سعة ثم لم يزرني إلّا" بكسر الهمزة، وشد اللام "وليس له عذر" يعتذر به في عدم زيارتي، بمعنى: أنه يلام