"رواه البيهقي وغيره عن رجل من آل عمر لم يسمه عن عمر" بن الخطاب, "وعن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "من زارني" في حياتي أو بعد مماتي حال كونه, "محتسبًا" أي: ناويًا بزيارته وجه الله تعالى طالبًا ثوابه، سمي محتسبًا لاعتداده بعمله، فجعل حال مباشرته الفعل كأنه معتد به "إلى المدينة" صلة زارني، أي: منتهيًا في مجيئه من محله إلى المدينة، ولفظ الشفاء بلا عزو والجامع عازيًا للبيهقي: "من زارني بالمدينة محتسبًا كان في جواري" بكسر الجيم أفصح من ضمها، أي: أماني وعهدي, فلا يناله مكروه أصلًا، أو المراد له: منزلة رفيعة في الآخرة، وبقية الحديث: "وكنت له شهيدًا وشفيعًا يوم القيامة". "رواه البيهقي" أيضًا تامًّا, "قال العلامة زين الدين" أبو بكر بن الحسين" بن عمر القرشي، العثماني، المصري "المراغي" بغين معجمة- نسبة إلى بلد بصعيد مصر، ثم المدني قاضي طيبة وخطيبها الشافعي, من أفاضل جماعة الإسنوي, وله تحقيق النصرة في تاريخ دار الهجرة, "وينبغي لكل مسلم اعتقاد كون زيارته -صلى الله عليه وسلم- قربة" عظيمة, "للأحاديث الواردة في ذلك"؛ إذ لا تقصر عن درجة الحسن وإن كان في إفرادها مقال "ولقوله تعالى: {لَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ} [النساء: ٦٤] فيه التفات عن الخطاب تفخيمًا لشأنه, "الآية" {لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا} "لأن تعظيمه -صلى الله عليه وسلم- لا ينقطع بموته, ولا يقال: إن استغفار الرسول لهم إنما هو في حياته, وليست الزيارة كذلك, لما أجاب به بعض الأئمة المحققين".