للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حاطب لم يسمه عن حاطب.

وعن عمر -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من زار قبري" أو قال: "من زارني كنت له شفيعًا وشهيدًا" رواه البيهقي وغيره عن رجل من آل عمر لم يسمه عن عمر.

وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "من زارني محتسبًا إلى المدينة كان في جواري يوم القيامة" رواه البيهقي أيضًا.

قال العلامة زين الدين بن الحسين المراغي: وينبغي لكل مسلم اعتقاد كون زيارته -صلى الله عليه وسلم- قربة، للأحاديث الواردة ذلك, ولقوله تعالى: {لَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ} [النساء: ٦٤] لأن تعظيمه -صلى الله عليه وسلم- لا ينقطع بموته، ولا يقال: إن استغفار الرسول لهم إنما هو في حال


-رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من زار قبري" أو" قال شك الراوي: "من زارني كنت له شفيعًا" لبعض الزائرين, "وشهيدًا" لآخرين، أو شفيعًا للعاصين, شهيدًا للطائعين، وهذه خصوصية زائدة على شفاعته العامَّة, وعلى شهادته على جميع الأمم.
"رواه البيهقي وغيره عن رجل من آل عمر لم يسمه عن عمر" بن الخطاب, "وعن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "من زارني" في حياتي أو بعد مماتي حال كونه, "محتسبًا" أي: ناويًا بزيارته وجه الله تعالى طالبًا ثوابه، سمي محتسبًا لاعتداده بعمله، فجعل حال مباشرته الفعل كأنه معتد به "إلى المدينة" صلة زارني، أي: منتهيًا في مجيئه من محله إلى المدينة، ولفظ الشفاء بلا عزو والجامع عازيًا للبيهقي: "من زارني بالمدينة محتسبًا كان في جواري" بكسر الجيم أفصح من ضمها، أي: أماني وعهدي, فلا يناله مكروه أصلًا، أو المراد له: منزلة رفيعة في الآخرة، وبقية الحديث: "وكنت له شهيدًا وشفيعًا يوم القيامة".
"رواه البيهقي" أيضًا تامًّا, "قال العلامة زين الدين" أبو بكر بن الحسين" بن عمر القرشي، العثماني، المصري "المراغي" بغين معجمة- نسبة إلى بلد بصعيد مصر، ثم المدني قاضي طيبة وخطيبها الشافعي, من أفاضل جماعة الإسنوي, وله تحقيق النصرة في تاريخ دار الهجرة, "وينبغي لكل مسلم اعتقاد كون زيارته -صلى الله عليه وسلم- قربة" عظيمة, "للأحاديث الواردة في ذلك"؛ إذ لا تقصر عن درجة الحسن وإن كان في إفرادها مقال "ولقوله تعالى: {لَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ} [النساء: ٦٤] فيه التفات عن الخطاب تفخيمًا لشأنه, "الآية" {لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا} "لأن تعظيمه -صلى الله عليه وسلم- لا ينقطع بموته, ولا يقال: إن استغفار الرسول لهم إنما هو في حياته, وليست الزيارة كذلك, لما أجاب به بعض الأئمة المحققين".

<<  <  ج: ص:  >  >>