"وقد أجمع المسلمون على استحباب زيارة القبور، كما حكاه النووي, وأوجبها الظاهرية، فزيارته -صلى الله عليه وسلم- مطلوبة بالعموم" لاستحباب زيارة القبور, "والخصوص لما سبق" من الأحاديث الناصَّة عليها بخصوصها, والاستنباط من الآية المذكورة, "ولأن زيارة القبور تعظيم، وتعظيمه -صلى الله عليه وسلم- واجب", وقد كانت زيارته مشهورة في زمن كبار الصحابة, معروفة بينهم, لما صالح عمر بن الخطاب أهل بيت المقدس جاءه كعب الأحبار فأسلم، ففرح به، وقال: هل لك أن تسير معي إلى المدينة وتزور قبره -صلى الله عليه وسلم, وتتمتع بزيارته، قال: نعم. "ولهذا قال بعض العلماء: لا فرق في زيارته -صلى الله عليه وسلم- بين الرجال والنساء، وإن كان محل الإجماع على استحباب زيارة القبور للرجال، وفي النساء خلاف, والأشهر" وفي نسخة: الأظهر "في مذهب الشافعي الكراهة" وهو المعتمد عندهم. "قال ابن حبيب" عبد الملك "من المالكية" أتباع الإمام: واحترز بذلك عن