"قال" الزين العراقي والد الوالي: "فقلت: نويت زيارة قبر الخليل -عليه الصلاة والسلام، ثم قلت له: أما أنت" يا ابن رجب "فقد خالفت النبي -صلى الله عليه وسلم؛ لأنه قال: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد"، وقد شددت" بفتح تاء الخطاب "الرحل إلى مسجد رابع، وأمَّا أنا فاتبعت النبي -صلى الله عليه وسلم؛ لأنه قال: "زوروا القبور" أفقال: إلا قبور الأنبياء" استفهام توبيخي, "فبهت" بالبناء للمفعول: دهش وتحير. "وينبغي لمن أراد الزيارة أن يكثر من الصلاة والتسليم عليه في طريقه، فإذا وقع بصره على معالم" جمع معلم, ما يستدل به على "المدينة الشريفة, وما تعرف به" عطف تفسير لمعالم, "فليردد الصلاة عليه والتسليم، ويسأل الله أن ينفعه بزيارته, ويسعده بها في الدارين، وليغتسل وليلبس النظيف من ثيابه "وليترحَّل" يمشي على رجليه، فقوله: "ماشيًا" حال مؤكدة "باكيًا" خضوعًا وخشية وغلبة شوق, أو سرورًا، فإنه قد يحصل منه البكاء, "ولما رأى وفد عبد القيس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ألقوا أنفسهم" أي: نزلوا مسرعين "عن رواحلهم، فلم ينيخوها, وسارعوا إليه، فلم ينكر ذلك عليهم -صلوات الله وسلامه عليه", لكنه استحسن فعل