للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عبد الرحمن بن رجب الدمشقي في التوجّه إلى بلد الخليل -عليه السلام, فلمَّا دنا من البلد قال: نويت الصلاة في مسجد الخليل، ليحترز عن شد الرحال لزيارته على طريقة شيخ الحنابلة ابن تيمية، فقلت: نويت زيارة قبر الخليل -عليه السلام، ثم قلت: أمَّا أنت فقد خالفت النبي -صلى الله عليه وسلم؛ لأنَّه قال: "لا تشد الرحال إلّا إلى ثلاثة مساجد" , وقد شددت الرحل إلى مسجد رابع، وأمَّا أنا فاتبعت النبي -صلى الله عليه وسلم؛ لأنه قال: "زوروا القبور" أفقال: إلا قبور الأنبياء؟! فبهت.

وينبغي لمن أراد الزيارة أن يكثر من الصلاة عليه في طريقه، فإذا وقع بصره على معالم المدينة الشريفة وما تعرف به، فليردد الصلاة والتسليم، وليسأل الله أن ينفعه بزيارته, ويسعده بها في الدارين.

وليغتسل ويلبس النظيف من ثيابه، وليترجَّل ماشيًا باكيًا.

ولما رأى وفد عبد القيس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ألقوا أنفسهم عن رواحلهم ولم ينيخوها وسارعوا إليه، فلم ينكر ذلك عليهم -صلوات الله وسلامه عليه.


معادلًا للشيخ زين الدين عبد الرحمن بن رجب الدمشقي" الحنلي, "في التوجّه إلى بلد الخليل -عليه الصلاة والسلام، فلمَّا دنا" ابن رجب "من البلد، قال: نويت الصلاة في مسجد الخليل ليحترز عن شد الرحال لزيارته على طريقة شيخ الحنابلة ابن تيمية".
"قال" الزين العراقي والد الوالي: "فقلت: نويت زيارة قبر الخليل -عليه الصلاة والسلام، ثم قلت له: أما أنت" يا ابن رجب "فقد خالفت النبي -صلى الله عليه وسلم؛ لأنه قال: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد"، وقد شددت" بفتح تاء الخطاب "الرحل إلى مسجد رابع، وأمَّا أنا فاتبعت النبي -صلى الله عليه وسلم؛ لأنه قال: "زوروا القبور" أفقال: إلا قبور الأنبياء" استفهام توبيخي, "فبهت" بالبناء للمفعول: دهش وتحير.
"وينبغي لمن أراد الزيارة أن يكثر من الصلاة والتسليم عليه في طريقه، فإذا وقع بصره على معالم" جمع معلم, ما يستدل به على "المدينة الشريفة, وما تعرف به" عطف تفسير لمعالم, "فليردد الصلاة عليه والتسليم، ويسأل الله أن ينفعه بزيارته, ويسعده بها في الدارين، وليغتسل وليلبس النظيف من ثيابه "وليترحَّل" يمشي على رجليه، فقوله: "ماشيًا" حال مؤكدة "باكيًا" خضوعًا وخشية وغلبة شوق, أو سرورًا، فإنه قد يحصل منه البكاء, "ولما رأى وفد عبد القيس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ألقوا أنفسهم" أي: نزلوا مسرعين "عن رواحلهم، فلم ينيخوها, وسارعوا إليه، فلم ينكر ذلك عليهم -صلوات الله وسلامه عليه", لكنه استحسن فعل

<<  <  ج: ص:  >  >>