للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سوابق العبرات حتى أصابت بعض الثرى والجدرات, وقلت:

أيها المغرم المشوق هنيئًا ... ما أنالوك من لذيذ التلاق

قل لعينيك تهملان سرورًا ... طالما أسعداك يوم الفراق

واجمع الوجد والسرور ابتهاجًا ... وجميع الأشجان والأشواق

ومر العين أن تفيض انهمالًا ... وتوالى بدمعها المهراق

هذه دارهم وأنت محب ... ما بقاء الدموع في الآماق

وقلت:

وكان ما كان مما لست أذكره ... فظن خيرًا ولا نسأل عن الخبر

ويستحَبُّ صلاة ركعتين تحية المسجد قبل الزيارة، وهذا إذا لم يكن مروره من جهة وجهه الشريف -صلى الله عليه وسلم, فإن كان استحبت الزيارة قبل التحية, قال في "تحقيق النصرة" وهو استدراك حسن, قاله بعض شيوخنا.

وفي منسك ابن فرحون, فإن قلت: المسجد إنما تشرَّف بإضافته إليه -صلى الله عليه وسلم, فينبغي البداءة بالوقوف عنده -صلى الله عليه وسلم, قلت: قال ابن حبيب في أوّل كتاب الصلاة:


الثرى" التراب, "والجدرات" جمع جدار, "أيها المغرم المشوق هنيئًا ما أنالوك من لذيذ التلاق, قل لعينيك تهملان سرورًا طالما أسعداك يوم الفراق" تهملان -بضم الميم وكسرها- كما أفاده القاموس: تفيضان, وأسعداك عاوناك, "واجمع الوجد" الغضب في الحب, "والسرور" الفرح, "ابتهاجًا" سرورًا, "وجميع الأشجان" أي: الحاجات, "والأشواق" جمع شوق, نزاع النفس وحركة الهوى، والمعنى: إنه يجمع بين الأمور المتضادة من شدة فرحه بلقاء محبوبه, "ومر بالعين" بضم الميم وخفة الراء مكسورة "أن تفيض انهمالًا" تأكيد لمعنى تفيض, "وتوالى" تتابع, "بدمعها المهراق" المصبوب, "هذه دارهم, وأنت محب ما بقاء الدموع في الآماق" وأنشد أيضًا بيتًا مفردًا:
وكان ما كان مما لست أذكره ... فظن خيرًا ولا تسأل عن الخبر
ويستحب صلاة ركعتين تحية المسجد قبل الزيارة" اتباعًا لأمره بالتحية، فأَوْلَى ما يتبع في مسجده, "قيل: وهذا إذا لم يكن مروره من جهة وجهه الشريف -عليه الصلاة والسلام، فإن كان استحبت الزيارة قبل التحية, قال في تحقيق النصرة" في تاريخ دار الهجرة, "وهو استدراك" أي: تقييد "حسن، قاله بعض شيوخنا، وفي منسك ابن فرحون" بفتح فسكون, "فإن قلت" المسجد إنما شرف بإضافته إليه -صلى الله عليه وسلم, فينبغي البداءة بالوقوف عنده -صلى الله عليه وسلم, قلت: قال ابن حبيب" عبد الملك الأندلسي أبو مران الفقيه المشهور.

<<  <  ج: ص:  >  >>