للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حدَّثني مطرف عن مالك عن يحيى بن سعيد عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: قدمت من سفر، فجئت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أسلِّم عليه وهو بفناء المسجد، فقال: "أدخلت المسجد فصليت فيه"؟ قلت: لا، قال: "فاذهب فادخل المسجد وصلّ فيه، ثم سلِّم علي".

ورخص بعضهم في تقديم الزيارة على الصلاة. قال ابن الحاج: وكل ذلك واسع, ولعل هذا الحديث لم يبلغهم، والله أعلم. انتهى.

وينبغي للزائر أن يستحضر من الخشوع ما أمكنه، وليكن مقتصدًا في سلامه بين الجهر والإسرار، وفي البخاري: أنَّ عمر -رضي الله عنه- قال لرجلين من أهل الطائف: لو كنتما من أهل البلد لأوجعتكما ضربًا، ترفعان أصواتكم في مسجد


قال الحافظ: صدوق، ضعيف الحفظ، كثير الغلط, مات سنة تسع وثلاثين ومائتين, "في أول كتاب الصلاة" من الواضحة, "حدَّثني مطرف" بضم الميم وفتح الطاء المهملة وكسر الراء الثقيلة- ابن عبد الله بن مطرف اليساري -بفتح التحتية والمهملة, أبو مصعب المدني, ابن أخت مالك، ثقة, من رجال البخاري والترمذي وابن ماجه, لم يصب ابن عدي في تضعيفه، مات سنة عشرين ومائتين على الصحيح, وله ثلاث وثمانون سنة, "عن مالك، عن يحيى بن سعيد" الأنصاري "عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما، قال: قدمت من سفر، فجئت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أسلِّم عليه وهو بفناء المسجد" بكسر الفاء والمد- أي: خارجه, "فقال: "أدخلت المسجد فصليت فيه؟ " قلت: لا، قال: "فاذهب فادخل المسجد وصلّ فيه، ثم سلِّم علي" , فإذا أمر بتقديم الصلاة على السلام فيه عليه, مع كونه بفنائه, فأَوْلَى إذا كان داخله, "ورخَّص بعضهم في تقديم الزيارة على الصلاة, وقال ابن الحاج: وكل ذلك واسع، ولعل هذا الحديث لم يبلغهم, والله أعلم ... انتهى" كلام ابن فرحون.
"وينبغي للزائر أن يستحضر ن الخشوع ما أمكنه, وليكن مقتصدًا في سلامه بين الجهر والإسرار، وفي البخاري" في الصلاة "أنَّ عمر -رضي الله عنه- قال لرجلين" قال الحافظ: لم أقف على تسمية هذين الرجلين، لكن في رواية عبد الرزاق أنهما ثقفيان. انتهى.
وهو مفاد قوله: "من أهل الطائف"؛ إذ أهله ثقيف: "لو كنتما من أهل البلد" أي: المدينة, "لأوجعتكما" يدل على أنه كان تقدَّم نهيه عن ذلك, وفيه العذر لأهل الجهل بالحكم إذا كان مما يخفى مثله، وقوله: "ضربًا" ليس في البخاري.
قال الحافظ: قوله: لأوجعتكما، زاد الإسماعيلي جلدًا من هذه الجهة يتبيّن كون الحديث له

<<  <  ج: ص:  >  >>