وقد روي عن أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- أنه قال: لا ينبغي رفع الصوت على نبي حيًّا ولا ميتًا" فوق ما يساور به الإنسان صاحبه، روي "عن عائشة -رضي الله عنها, أنها كانت تسمع صوت الوتد" بالفتح وبالتحريك، وككتف- ما رز في الأرض أو الحائط من خشب، قاله القاموس: يوتد يدق "والمسمار يضرب في بعض الدور المطيفة -بضم الميم وكسر الطاء وسكون الياء وبالفاء- أي: المحيطة "بمسجد النبي -صلى الله عليه وسلم, فترسل إليهم، لا تؤذوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم" بدق الوتد وضرب المسمار, "قالوا: وما عمل علي بن أبي طالب -رضي الله عنه" أي: ما صنع "مصراعي داره إلّا" خارج المدينة, "بالمصانع" بصاد وعين مهملتين- محل بالمدينة, كان متبرز النساء ليلًا قبل اتخاذ الكنف, وهي ناحية بئر أبي أيوب, وأظنها لمعروفة اليوم ببئر أيوب, شرقي سوق المدينة ببقيع الغرقد، قاله الشريف, "توقيًا لذلك" لئلَّا يتأذَّى بسماع صوت الخشب عند صنعه لو صنعه في بيته أو خارج المسجد بقربه, "نقله ابن زبالة" بفتح الزاي- محمد بن الحسن, "فيجب الأدب معه كما في حياته"؛ إذ هو حي في قبره يصلي فيه بأذان وإقامة, كما مرَّ في الخصائص. "وينبغي للزائر أن يتقدَّم إلى القبر من جهة القبلة، وإن جاء من جهة رجلي الصاحبين فهو أبلغ في الأدب من الإتيان من جهة رأسه الكريم، ويستدبر القبلة ويقف قباله".