للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا جدًّا. فعن مالك بن أنس، إمام دار الهجرة، وناهيك به خبرة بهذا الشأن, من رواية ابن وهب عنه، يقول: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته.

وعن نافع عن ابن عمر، أنه كان إذا قَدِم من سفر دخل المسجد، ثم أتى القبر المقدَّس فقال: السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا أبا بكر، السلام عليك يا أبتاه.

وينبغي أن يدعو، ولا يتكلّف السجع, فإنه قد يؤدي إلى الإحلال بالخشوع.

وقد حكى جماعة منهم الإمام أبو نصر بن الصباغ في "الشامل", الحكاية المشهورة عن العتبي، واسمه: محمد بن عبيد الله بن عمرو بن معاوية بن عمرو بن عتبة بن أبي سفيان صخر بن حرب، وتوفي في سنة ثمان وعشرين ومائتين، وذكرها ابن النجار وابن عساكر وابن الجوزية في منبر الغرام الساكن عن


كانوا يقتصرون ويوجزون" يأتون بألفاظ قليلة جامعة لمعانٍ كثيرة, "فعن مالك إمام دار الهجرة, وناهيك به خبرة بهذا الشأن, من رواية ابن وهب" عبد الله "عنه يقول" المسلِّم أو الزائر: "السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته", فهذا لفظ موجز مع صحته عنه -صلى الله عليه وسلم- في التشهد، زاد مالك في المبسوط: ويسلم على أبي بكر وعمر، أي: بعد السلام عليه.
وعن نافع عن ابن عمر أنه كان إذا قَدِمَ من سفر دخل المسجد" فصلى ركعتين, "ثم أتى القبر المقدَّس، فقال: السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا أبا بكر، السلام عليك يا أبتاه", وفي الشفاء عن نافع: كان ابن عمر يسلِّم على القبر، رأيته مائة مرة وأكثر، يأتي فيقول: السلام على النبي، السلام على أبي بكر، السلام على أبي، ثم ينصرف، انتهى.
وظاهر أنَّ هذا كان دأبه وإن لم يسافر؛ لأنه لم يسافر أكثر من مائة مرة، فحدَّث نافع تارة عن حالة إذا قدم من سفر, وتارة عن حاله بدون سفر فلا يحمل عليه، وفيه إشارة إلى أن الأَوْلَى الاختصار، وقيل: يطيل ما شاء من ثناء ودعاء وتوسّل، وقيل: يختلف باختلاف الناس والأحوال, "وينبغي أن يدعو ولا يتكلّف لسجع, فإنه قد يؤدي إلى الإخلال بالخشوع، وقد حكى جماعة منهم الإمام أبو نصر بن الصباغ في الشامل, الحكاية المشهورة عن العتبي" بضم فسكون, "واسمه: محمد بن عبيد الله" بضم العين "ابن عمرو بن معاوية بن عمرو" بفتح العين "ابن عتبة بن أبي سفيان صخر بن حرب، وتوفي" محمد المذكور "في سنة ثمان وعشرين ومائتين".
"وذكرها ابن النجار وابن عساكر وابن الجوزي في منبر الغرام الساكن، عن

<<  <  ج: ص:  >  >>