للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محمد بن حرب الهلالي قال: أتيت قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- فزرته, وجلست بحذائه، فجاء أعرابي فزاره ثم قال: يا خير الرسل، إن الله أنزل عليك كتابًا صادقًا، قال فيه: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا} وقد جئتك مستغفرًا من ذنبي مستشفعًا بك إلى ربي, وأنشأ يقول:

يا خير من دفنت بالقاع أعظمه ... فطاب من طيبهنّ القاع والأكم

نفسي الفداء لقبرٍ أنت ساكن ... فيه العفاف وفيه الجود والكرم

ووقف أعرابي على قبره الشريف وقال: اللهم إنك أمرت بعتق العبيد، وهذا حبيبك وأنا عبدك، فأعتقني من النار على قبر حبيبك، فهتف به هاتف: يا هذا, تسأل العتق لك وحدك، هلّا سألت لجميع الخلق, اذهب فقد أعتقناك من النار.

إن الملوك إذا شابت عبيدهم ... في رقهم أعتقوهم عتق أحرار

وأنت يا سيدي أولى بذا كرمًا ... قد شبت في الرق فاعتقني من النار


محمد بن حرب الهلالي، قال: أتيت قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- فزرته وجلست بحذائه" بمعجمة ومد بمقابله, "فجاء أعرابي فزاره، ثم قال: يا خيرة الرسل, إن الله أنزل عليك كتابًا صادقًا قال فيه: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا} [النساء: ٦٤] التفت عن استغفرت لهم تنويهًا بشأنه, {لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا} عليهم {رَحِيمًا} بهم, "وقد جئتك مستغفرًا من ذنبي, مستشفعًا بك إلى ربي، وأنشأ يقول:
يا خير من دفنت بالقاع أعظمه ... فطاب من طيبهنَّ القاع والأكم
نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه ... فيه العفاف وفيه الجود والكرم
وبقية هذه الحكاية: ثم استغفر وانصرف، فرقدت فرأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- في النوم وهو يقول: الحق الأعرابي وبشِّره بأنَّ الله قد غفر له بشفاعتي، فاستيقظت فخرجت لطلبه فلم أجده, "ووقف أعرابي على قبره الشريف وقال: اللهم إنك أمرت بعتق العبيد وهذا حبيبك وأنا عبدك, فاعتقني من النار على قبر حبيبك، فهتف به هاتف: يا هذا, تسأل العتق لك وحدك، هلّا سألت العتق لجميع الخلق، اذهب فقد أعتقناك من النار", وأنشد المصنف لغيره.
إن الملوك إذا شابت عبيدهم ... في رقهم أعتقوهم عتق أحرار
وأنت يا سيدي أَوْلى بذا كرمًا ... قد شبت في الرق فاعتقني من النار
وعن الأصمعي: وقف أعرابي مقابل القبر الشريف، فقال: اللهمَّ إن هذا حبيبك وأنا عبدك

<<  <  ج: ص:  >  >>