قال الأصمعي: فقلت: يا أخا العرب, إن الله قد غفر لك وأعتقك بحسن هذا السؤال. "وعن الحسن البصري قال: وقف حاتم الأصم" البلخي, من أجل المشايخ الزهّاد, اعتزل الناس ثلاثين سنة في قبة لا يكلمهم إلّا جوابًا بالضرورة, "على قبره -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رب, إنا زرنا قبر نبيك فلا تردنا خائبين، فنودي: يا هذا, ما أذنّا لك في زيارة قبر حبيبنا إلّا وقد قبلناك، فارجع أنت ومن معك من الزوار مغفورًا لكم. وقال ابن أبي فديك -بضم الفاء وفتح المهملة وتحتية وكاف- محمد بن إسماعيل بن مسلم الديلمي، مولاهم المدني، مات سنة مائتين على الصحيح, وهو من رجال الجميع. وهذا رواه البيهقي عنه، قال: "سمعت بعض من أدركت" من العلماء والصلحاء "يقول: بلغنا أنه من وقف عند قبر النبي -صلى الله عليه وسلم, فتلا هذه الآية: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ} [الأحزاب: ٥٦] إلى تسليمًا, "وقال: صلى الله عليك يا محمد, حتى يقولها سبعين مرة, ناداه ملك: صلى الله عليك يا فلان, ولم تسقط له حاجة" أي: لا ترد ولا تخيب، شبَّه عدم قبولها بسقوط شيء يقع من يده، وخصّ السبعين لأنها محلّ الإجابة، كما قال تعالى: {إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّة} [التوبة: ٨٠] . "قال الشيخ زين الدين المراغي وغيره: والأَوْلَى أن ينادي: يا رسول الله، وإن كانت الرواية: يا محمد. انتهى" للنهي عن ندائه باسمه حيًّا وميتًا، فإن كان هذا مأثورًا عنه صحيحًا.