للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد نبَّهت على ذلك مع مزيد بيان في كتاب "لوامع الأنوار في الأدعية والأذكار".

فإن أوصاه أحد بإبلاغ السلام إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فليقل: السلام عليك يا رسول الله من فلان.

ثم ينتقل عن يمينه قدر ذراع، فيسلّم على أبي بكر -رضي الله عنه؛ لأنَّ رأسه بحذاء منكب رسول الله -صلى الله عليه وسلم، على ما جزم به رزين وغيره، وعليه الأكثر، فيقول: السلام عليك يا خليفة سيد المرسلين، السلام عليك يا من أيَّد الله به -يوم الردة- الدِّين، جزاك الله عن الإسلام والمسلمين خيرًا، اللهمَّ ارض عنه، وارض عنَّا به.

ثم ينتقل عن يمينه قدر ذراع، فيسلِّم على عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فيقول: السلام عليك يا أمير المؤمنين، السلام عليك يا من أيِّد الله به الدِّين، جزاك الله عن الإسلام والمسلمين خيرًا، اللهمَّ ارض عنه، وارض عنا به.


اغتفرا تباعًا للمأثور، ولتقدم تعظيمه بقوله: صلى الله عليك، كما قيل: "وقد نبَّهت على ذلك مع مزيد بيان في كتاب لوامع الأنوار في الأدعية والأذكار، فإن أوصاه أحد بإبلاغ السلام إلى النبي -صلى الله عليه وسلم" بأن قال الموصي: قل: السلام عليك من فلان، أو سلم لي عليه -صلى الله عليه وسلم، وتحمل ذلك, ورضي به, وجب عليه إبلاغه؛ لأنه أمانة يجب أداؤها, "فليقل: السلام عليك يا رسول الله من فلان", وقول بعضهم: إنه سنة لا واجب؛ إذ ليس في تركه سوى عدم اكتساب فضيلة للغير فلا سبب يقتضي التحريم، ردَّ بأن المأمور حيث التزم ذلك, وقبله وجب التبليغ؛ لأنه أمانة التزم أداءها له عليه السلام, "ثم ينتقل" الزائر المسلم "عن يمينه قدر ذراع, فيسلّم على أبي بكر -رضي اله عنه؛ لأن رأسه بحذاء منكب رسول الله -صلى الله عليه وسلم, على ما جزم به رزين وغيره، وعليه الأكثر", وهو أشهر الروايات السبع وأصحّها فيقول: السلام عليك يا خليفة سيد المرسلين، السلام عليك يا من أيد الله به -يوم الردة- الدِّين" ومَرَّ حديث: "أنا سيف الإسلام وأبو بكر سيف الردة" جزاك الله عن الإسلام والمسلمين خيرًا, اللهمَّ ارض عنه وارض عنا به، ثم ينتقل عن يمينه قدر ذراع, فيسلِّم على عمر ابن الخطاب -رضي الله عنه، فيقول: السلام عليك يا أمير المؤمنين، السلام عليك يا من أيد الله به الدِّين، جزاك الله عن الإسلام والمسلمين خيرًا، اللهمَّ ارض عنه وارض عنا به", وما ذكره من الدعاء لهما بلفظ: السلام، ذكره جماعة من المالكية وغيرهم, وهذا بخلاف الصلاة, فتكره استقلالًا على غير نبي أو ملك، وفي موطأ مالك عن عبد الله بن دينار، قال: رأيت عبد الله بن عمر يقف على قبر النبي -صلى الله عليه وسلم، فيصلي على قبر

<<  <  ج: ص:  >  >>