للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وله شواهد في الصحيح, منها: قوله في صحيح مسلم عنه -صلى الله عليه وسلم: "مررت بموسى وهو قائم يصلي في قبره" , وفي حديث أبي ذر في قصة المعراج: أنه لقي الأنبياء


قال الحافظ: ومحمد سيء الحفظ، وذكر الغزالي ثم الرفعي حديثًا مرفوعًا: "أنا أكرم على ربي من أن يتركني في قبري بعد ثلاث ولا أصلّ له" إلا أن أخذ من رواية ابن أبي ليلى هذه, وليس الأخذ بجيد، لأن روايته قابلة للتأويل.
قال البيهقي: إن صحَّ، فالمراد أنهم لا يتركون يصلون إلّا هذا القدر، ثم يكونون مصلين بين يدي الله تعالى. انتهى كلام الحافظ.
وفي جامع الثوري ومصنف عبد الرزاق, عن ابن المسيب, أنه رأى قومًا يسلِّمون على النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: ما يمكث نبي في قبره أكثر من أربعين يومًا حتى يرفع، ولا يصح هذا عن ابن المسيب، كما قال شيخنا, بأنه لا يتركني على حالتي؛ بحيث لا يقوى تعلق الروح بالجسد على وجه يمنع من ذهاب الروح بعد تعلقها بالجسد؛ حيث شاءت متشكلة بصورة الجسد، وأمَّا الجسد فهو باقٍ إلى يوم القيامة، وقوله: "ما يمكث نبي" يعني: غير المصطفى, فغيره من الأنبياء إنما يقوى تعلق أرواحهم بأجسادهم بعد الأربعين, ومع ذلك هو صادق بأن يكون بعدها بزمن طويل أو يسير، وبهذا الجمع يندفع التعارض. انتهى.
لكن قوله: هو صادق لا يصح؛ لأنه خلاف قول الخبر: "لا يتركون في قبورهم بعد أربعين ليلة" , وخلاف قول ابن المسيب: ما يمكث نبي في قبره أكثر من أربعين، فإن صريحهما أن حدَّ المكث لا يزيد على الأربعين بقليل فضلًا عن الكثير "وله شواهد" أي: للحديث الأوّل كما في الفتح.
قال البيهقي: وشاهد الحديث الأوّل "في الصحيح منها قوله في صحيح مسلم" عن أنس، عن النبي -صلى الله عليه وسلم: "مررت بموسى" ليلة أسري بي عند الكثيب الأحمر "وهو قائم يصلي في قبره" هذا لفظ مسلم, فاختصره المصنف كما ترى، قيل: المراد الصلاة اللغوية, أي: يدعو الله ويذكره ويثني عليه, وقيل: الشرعية.
قال القرطبي: ظاهره أنه رآه رؤية حقيقية في اليقظة, وأنه حي في قبره, يصلي الصلاة التي كان يصليها في الحياة وذلك ممكن, وفي الفتح: فإن قيل: هذا خاصّ بموسى, قلنا: له شاهد عند مسلم أيضًا عن أبي هريرة رفعه: "لقد رأيتني في الحجر وقريش تسألني عن مسرايط". ... الحديث وفيه: وقد رأيتني في جماعة من الأنبياء إلى أن قال: "فحانت الصلاة فأممتهم".
قال البيهقي: وفي حديث سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أنه لقيهم ببيت المقدس.
"وفي حديث أبي ذر" ومالك بن صعصعة في الصحيحين، في قصة المعراج أنه لقي

<<  <  ج: ص:  >  >>