قال: وصلواتهم في أوقات مختلفة في أماكن مختلفة لا يرده العقل, وقد ثبت به النقل, فدلَّ على حياتهم "وقد ذكرت مزيد بيان لذلك في حجة الوداع من مقصد عباداته، وفي ذكر الخصائص الكريمة من مقصد معجزاته, وفي مقصد الإسراء والمعراج, وهذه الصلوات والحج الصادر من الأنبياء -عليهم السلام- ليس" المذكور على سبيل التكليف؛ لانقطاعه بالموت, "إنما هو على سبيل التلذذ" بها, فهو من النعيم. وفي مسلم مرفوعًا: "إن أهل الجنة يلهمون التسبيح والتحميد كما يلهمون النفس" , ويحتمل أن يكونوا في البرزخ ينسحب" ينجر "عليهم حكم الدنيا"؛ لأنه قبل يوم القيامة, وكل ما قبله يعد من الدنيا في استكثارهم من الأعمال وزيادة الأجور من غير خطاب بتكليف" بل من عند أنفسهم لزيادة الأجر, "وبالله التوفيق، وإذا ثبت بشهادة قوله تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ} هم {أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} [آل عمران: ١٦٩] الآية "حياة الشهداء فاعل ثبت "ثبت للنبي -صلى الله عليه وسلم- بطريق الأولى؛ لأنه فوقهم درجات. قال السيوطي: وقلّ نبي إلّا وقد جمع مع النبوة وصف الشهادة, فيدخلون في عموم الآية "والذي عليه جمهور العلماء أنَّ الشهداء أحياء حقيقة, وهل ذلك للروح فقط, أو الجسد معها, بمعنى عدم البلى" بالكسر مع القصر والفتح مع المد "فيه قولان", وفيما نقله المصنف في