للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بيده, لا يسلم عليهم أحد إلى يوم القيامة إلّا ردوا عليه". رواه البيهقي عن أبي هريرة.

وقد قال ابن شهاب: بلغنا أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "أكثروا من الصلاة علي في الليلة الزهراء واليوم الأزهر، فإنهما يؤديان عنكم، وإن الأرض لا تأكل أجساد الأنبياء" رواه أبو داود وابن ماجه.

ونقل ابن زبالة عن الحسن أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "من كلمه روح القدس لم يؤذن للأرض أن تأكل من لحمه".

وقد ثبت أن نبينا -صلى الله عليه وسلم- مات شهيدًا لأكله يوم خيبر من شاة مسمومة سمًّا قاتلًا من ساعته, حتى مات منه بشر بن البراء، وصار بقاؤه -صلى الله عليه وسلم- معجزة، فكان به ألم


وإن شاء أبقاها, "لا يسلم عليهم أحد إلى يوم القيامة إلّا ردوا عليه" السلام, "رواه البيهقي عن أبي هريرة" رضي الله عنه.
"وقد قال ابن شهاب" محمد بن مسلم الزهري: "بلغنا أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "أكثروا من الصلاة عليَّ في الليلة الزهراء" , وفي نسخة: الغراء، لكن الذي في الشفاء: الزهراء, وهي المناسبة لقوله: "واليوم الأزهر" يعني: ليلة الجمعة ويومها، والمراد بالزهراء والأزهر الأبيض المستنير؛ لأن الزهر لا يطلق لغةً على غير النور الأبيض, وإن شاع بعد ذلك في مطلقه, ونورهما لبركتهما وما في ذلك اليوم من العبادة التي خُصّ بها, وساعة الإجابة, وغير ذلك, "فإنهما" أي: الليلة واليوم "يؤديان عنكم" بضم التحتية وفتح الهمزة وكسر المهملة المشددة، أي: يوصّلان صلاتكم إلي ويبلغانها لي، وإسناد ذلك للزمان مجاز، أي: تؤدي الملائكة فيهما, وكونهما يخلق لهما النطق بالأداء بعيد, وإن جاز، لكن التصريح بعده يحمل الملك يبعده أو يمنعه, "وإن الأرض لا تأكل أجساد الأنبياء"؛ لأنهم أحياء فلا تبلى أجسادهم, وهذا جواب سؤال مقدَّر، كأنه قبل: كيف يكون لمن مات وأكلته الأرض كما صرح به في حديث آخر، وإن -بكسر الهمزة, والجملة حالية أو بفتحها بتقدير: وبلغنا أن الأرض، وقيل: إنه بيان لخاصة أخرى والأول أَوْلَى.
"رواه أبو داود وابن ماجه" وزاد في الشفاء بعد قوله: "أجساد الأنبياء, وما من مسلم يصلي علي إلا حملها ملك حتى يؤديها ويسميه، حتى إنه يقول: إن فلانًا يقول لك كذا وكذا".
"ونقل ابن زبالة" بفتح الزاي "عن الحسن" البصري: "أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "من كلمه روح القدس" جبريل -عليه السلام, "لم يؤذن للأرض أن تأكل من لحمه" إكرامًا له بالنبوة، وسرى ذلك الإكرام إلى بعض أتباعه كالعالم والشهيد والمؤذّن المحتسب.
وقد ثبت أن نبينا -صلى الله عليه وسلم- مات شهيدًا؛ لأكله يوم خيبر من شاة مسمومة سمًّا قاتلًا من ساعته, حتى مات منه بشر" بكسر الموحدة وسكون المعجمة "ابن البراء" بن معرور, "وصار بقاؤه

<<  <  ج: ص:  >  >>