للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا ما حدا الحادي بأحمال يثرب ... فليت المطايا فوق خدي تعبق

ثم قال بعد أبيات:

فما عبق الريحان إلّا وتربها ... أجلّ من الريحان وأعبق

راحت ركائبهم تبدي روائحها ... طيبًا فيا طيب ذاك الوفد أشباحًا

نسيم قبر النبي المصطفى لهم ... روض إذا نشروا من ذكره فاحا

ولله در القائل:

فاح الصعيد بجسمه فكأنه ... روض ينمّ بعرفه المتأرج

ما جسمه مما يغيره الثرى ... والروح منه كالصباح الأبلج


إذا ما حدا الحادي بأحمال يثرب ... فليت المطايا فوق خدي تعبق
الأولى بأحمال طيبة للنهي عن تسميتها يثرب، وإنما سميت في القرآن حكاية عن المنافقين، وتعبّق -بضم الفوقية وفتح المهملة وكسر الموحدة مشددة- أي: تظهر رائحة التراب المتعلق بخفافها بأن تمشي على خدي فيصل التراب إليهما، وفي نسخة: تعنق -بضم الفوقية وسكون المهملة وكسر النون- أي: تسير سيرًا فسيحًا سريعًا "ثم قال بعد أبيات", وهو يقوي الضبط الأول:
فما عبق الريحان إلا وتربها ... أجل من الريحان طيبًا وأعبق
وله أيضًا:
راحت ركائبهم تبدي روائحها ... طيبًا فيا طيب ذاك الوفد أشباحا
تبدي -بموحدة- تظهر وتنشر، وفي نسخة: تندي -بفوقية مفتوحة ونون ساكنة- من الندى, وهي ظاهرة.
نسيم قبر النبي المصطفى لهم ... روض إذا نشروا من ذكره فاحا
أي: إذا ذكروا من شمائله ومعجزاته شيئًا فاحت رائحتها, كما تفوح رائحة المسك المستعمل في بدن ونحوه، كذا في الشرح، والظاهر أنَّ ضمير ذكره للقبر، أي: إذا نشروا شيئًا من ذكر القبر, وأنه خير البقاع, وحوى خير الخلائق, وله ولصاحبه عند الله ما تقصر عنه العقول, ونحو ذلك فاح.
ولله در القائل: فاح الصعيد بجسمه، فكأنه روض ينم" بكسر النون وضمها- أي: يظهر ويفوح, "بعرفه" طيبه المتأرج" بالجيم- المتوهج ريحه -كما في القاموس, "ما جسمه مما يغيره الثرى" التراب "والروح منه كالصباح الأبلج" أي: النير.

<<  <  ج: ص:  >  >>