للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الظلام" واقع في كل حال، قبل خلقه وبعد خلقه، في مدة حياته في الدنيا وبعد موته في مدة البرزخ، وبعد البعث في عرصات القيامة.

فأمّا الحالة الأولى: فحسبك ما قدمته في المقصد الأول من استشفاع آدم -عليه السلام- به لما أخرج من الجنة، وقول الله تعالى له: يا آدم, لو تشفعت إلينا بمحمد في أهل السماوات والأرض لشفعناك. وفي حديث عمر بن الخطاب عند الحاكم والبيهقي وغيرهما: وإن سألتني بحقّه فقد غفرت لك. ويرحم الله ابن جابر حيث قال:

به قد أجاب الله آدم إذ دعا ... ونجَّى في بطن السفينة نوح

وما ضرت النار الخليل لنوره ... ومن أجله نال الفداء ذبيح

وصحَّ أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لما اقترف آدم الخطيئة قال: يا رب، أسألك بحق محمد لما غفرت لي، قال الله تعالى: يا آدم، وكيف عرفت محمدًا ولم أخلقه، قال: يا رب، إنك لما خلقتني بيدك ونفخت في من روحك، رفعت رأسي فرأيت قوائم العرش مكتوبًا عليها لا إله إلا الله محمد رسول الله, فعرفت أنك لا


ومصباح الظلام" في المستغيثين بخير الأنام" "واقع في كل حال قبل خلقه, وبعد خلقه في مدة حياته في الدنيا, وبعد موته في مدة البرزخ, وبعد البعث في عرصات القيامة" جمع عرصة, كل موضع لا بناء فيه "فأمَّا الحالة الأولى" قبل خلقه "فحسبك ما قدمته في المقصد الأوّل من استشفاع آدم به -عليه الصلاة والسلام- لما خرج من الجنة، وقول الله تعالى له: يا آدم, لو تشفَّعت إلينا بمحمد في أهل السماوات والأض لشفعناك" أي: لقبلنا شفاعتك.
وفي حديث عمر بن الخطاب عند الحاكم والبيهقي وغيرهما: "وإن" للتعليل "سألتني بحقه غفرت لك" ما وقع منك "ويرحم الله ابن جابر حيث قال":
به قد أجاب الله آدم إذ دعا ... ونجى في بطن السفينة نوح
وما ضرت النار الخليل لنوره ... ومن أجله نال الفداء ذبيح
"وصحَّ أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لما اقترف آدم الخطيئة قال: يا رب، أسألك بحق محمد لما غفرت لي، قال الله تعالى: يا آدم, وكيف عرفت محمدًا ولم أخلقه، قال: يا رب، إنك لما خلقتني بيدك, ونفخت في من روحك، رفعت رأسي, فرأيت قوائم العرش مكتوبًا عليها: لا إله إلا الله محمد رسول الله, فعرفت أنك لا تضيف إلى اسمك إلّا أحبّ الخلق إليك، فقال الله:

<<  <  ج: ص:  >  >>