للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تضيف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك، فقال الله تعالى: صدقت يا آدم، إنه لأحب الخلق إلي، وإذ سألتني بحقّه فقد غفرت لك, ولولا محمد ما خلقتك". ذكره الطبري، وزاد فيه: "وهو آخر الأنبياء من ذريتك".

وأمَّا التوسل به بعد خلقه في مدة حياته، فمن ذلك الاستغاثة به -صلى الله عليه وسلم- عند القحط وعدم الأمطار، وكذلك الاستغاثة به من الجوع ونحو ذلك مما ذكرته في مقصد المعجزات ومقصد العبادات في الاستسقاء، ومن ذلك استغاثة ذوي العاهات به, وحسبك ما رواه النسائي والترمذي عن عثمان بن حنيف، أن رجلًا ضريرًا أتاه -صلى الله عليه وسلم- فقال: ادع الله أن يعافيني، قال: فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه ويدعو بهذا الدعاء: "اللهم إني أسألك وأتوجّه إليك بنبيك محمد, نبي الرحمة، يا محمد, إني أتوجه بك إلى ربك في حاجتي لتقضي، اللهم شفّعه في" وصحَّحه البيهقي،


تعالى: صدقت يا آدم، إنه لأحب الخلق إلي، وإذ سألتني بحقه فقد غفرت لك, ولولا محمد ما خلقك" ذكره الطبري، وزاد فيه: "وهو آخر الأنبياء من ذريتك".
نجي -بضم النون وشد الجيم, "وأمَّا التوسل به بعد خلقه مدة حياته، فمن ذلك الاستغاثة به -عليه الصلاة والسلام- عند القحط وعدم الأمطار، وكذلك الاستغاثة به من الجوع, ونحو ذلك مما ذكرته في مقصد المعجزات ومقصد العبادات في الاستسقاء، ومن ذلك: استغاثة ذوي العاهات به، وحسبك:" كافيك على طريق الإجمال.
"ما رواه النسائي والترمذي" والحاكم وقال على شرطهما, "عن عثمان بن حنيف" بمهملة ونون- مصغَّر, الأنصاري الأوسي، صحابي شهير، استعمله عمر على مساحة أرض الكوفة وعل البصرة, ومات في خلافة معاوية: "أن رجلًا ضريرا أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: ادع الله أن يعافيني" من العمى.... اسقط من الحديث، فقال: "إن شئت أخَّرت وهو خير"، وفي رواية: "إن شئت صبرت فهو خير لك وإن شئت دعوت".
قال: فادعه "قال" عثمان: "فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه" بالإتيان بفرائضه ونوافله, وتجنب مكروهاته, "ويدعو بهذا الدعاء" وهو: "اللهم إني أسألك وأتوجّه إليك بنبيك" الباء للتعدية "محمد" صرَّح باسمه تواضعًا؛ لأن التعليم منه "نبي الرحمة" إلي, أرسله الله رحمة للعالمين.
وفي الحديث: "إنها رحمة مهداة" , "يا محمد إني أتوجّه" أي: أستشفع والباء في "بك" للاستعانة "إلى ربك في حاجتي لتقضى" أي: ليقضيها ربك لي بشفاعتك، سأل الله أولًا أن

<<  <  ج: ص:  >  >>