وكذا رواه البخاري في تاريخه, وأبو نعيم, وللنسائي: فرجع وقد كشف الله عن بصره، وللطبراني: كأن لم يكن به ضر، قيل: لم يدع له بنفسه؛ لأنه لم يختر الصبر مع قوله: فهو خير لك، فجبر خاطره بأمره بالوضوء, وأن يدعو بنفسه متوسلًا به بهذا الدعاء. "وأما التوسّل به -صلى الله عليه وسلم- بعد موته في البرزخ, فهو أكثر من أن يحصى أو يدرك باستقصاء، وفي كتاب مصباح الظلام في المستغيثين بخير الأنام للشيخ أبي عبد الله بن النعمن طرف من ذلك, ولقد كان حصل لي داء أعيا دواؤه الأطباء, وأقمت به سنين، فاستغثت به -صلى الله عليه وسلم- ليلة الثامن والعشرين من جمادى الأولى سنة ثلاث وتسعين وثمانمائة, بمكة زادها الله شرفًا, ومنَّ عليَّ بالعود إليها في عافية بلا محنة، فبينا أنا نائم إذا رجل معه قرطاس يكتب فيه: هذا دواء لداء أحمد بن القسطلاني من الحضرة الشريفة بعد الإذن الشريف النبوي، ثم استيقظت فلم أجد بي والله شيئًا مما كنت أجده, وحصل الشفاء ببركة النبي المصطفى -صلى الله عليه وسلم, هذا وما بعده ذكر المصنف تحدثًا بنعمة الله, "ووقع لي أيضًا في سنة خمسين وثمانين وثمانمائة بطريق مكة بعد رجوعي من الزيارة الشريفة؛ لقصد مصر أن صرعت