للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتدرك رضى من أحاط بكل شيء علمًا وأحصاه، واجتهد ما دمت بطيبة الطيبة حسب طاقتك في تحصيل أنواع القربات، ولازم قرع أبواب السعادات بأظافير الطلبات، وارق في مدارج العبادات، ولج في سرادق المرادات.

تمتع إن ظفرت بنيل قرب ... وحصل ما استطعت من ادخار

فها أنا قد أبحت لكم عطائي ... وها قد صرت عندي في جواري

فخذ ما شئت من كرم وجود ... ونل ما شئت من نعم غزار

فقد وسعت أبواب التداني ... وقد قرب للزوار داري

فمتّع ناظريك فها جمالي ... تجلى للقلوب بلا استتار

ولازم الصلوات مكتوبة ونافلة في مسجده المكرّم, خصوصًا بالروضة التي ثبت أنها روضة من رياض الجنة. كما رواه البخاري.


بأقصاه وتدرك" تصل وتنال رضى من أحاط بكل شيء علمًا وأحصاه, واجتهد ما دمت بطيبة الطيبةحسب طاقتك" قدرتك "في تحصيل أنواع القربات، ولازم قرع أبواب السعادات بأظافير" جمع ظفر -بضم فسكون وبضمتين- كما في القاموس "الطلبات" جمع طلبة, وزن كلمة وكلمات, ما تطلبه من غيرك, "وارق" اصعد "في مدارج العبادات, ولج" بكسر اللام وجيم- أمر من ولج يلج، أي: ادخل في جوانب, "سرادق" أي: خيام "المرادات", ولا يخفى ما في هذه الألفاظ من الاستعارات يعلمها من له تعلق بألفاظ العبارات، وأنشد المصنف:
تمتع إن ظفرت بنيل قرب ... وحصل ما استطعت من ادخار
أصله إذ تخار بذال فتاء، قلبت التاء دالًا لوقوعها بعد ذال معجمة، ثم قلبت دالًا وأدغمت في الدال المهملة المبدلة من التاء، ويجوز إبقاء المعجمة على أصلها، فيقال إذ دخار، ويجوز قلب المهملة معجمة، ثم تدغم فيها المعجمة، فيقال اذخار:
فها أنا قد أبحث لكم عطائي ... وها قد صرت عندي في جواري
فخذ ما شئت من كرم وجود ... ونل ما شئت من نعم غزار
فقد وسعت أبواب التداني ... وقد قربت للزوار داري
فمتع ناظريك فها جمالي ... تجلّى للقلوب بلا استشاري
"ولازم الصلوات مكتوبة ونافلة في مسجده المكرَّم, خصوصًا بالروضة التي ثبت أنها روضة من رياض الجنة -كما رواه البخاري" ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم

<<  <  ج: ص:  >  >>