للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابن أبي جمرة: معناه: تنقل تلك البقعة بعينها في الجنة, فتكون روضة من رياض الجنة، قال: والأظهر الجمع بين الوجهين معًا، يعني: احتمال كونها تنقل إلى الجنة، وكون العمل فيها يوجب لصاحبه روضة في الجنة، قال: ولكل وجه منهما دليل يعضّده ويقويه من جهة النظر والقياس.

أما الدليل على أنَّ العمل فيها يوجب روضة في الجنة، فلأنه إذا كانت الصلاة في مسجده -صلى الله عليه وسلم- بألف فيما سواه من المساجد، فلهذه البقعة زيادة على باقي البقع, كما كان للمسجد زيادة على غيره.

وأما الدليل على كونها بعينها في الجنة، وكون المنبر أيضًا على الحوض، كما أخبر -صلى الله عليه وسلم, وأن الجذع في الجنة، والجذع في البقعة نفسها، فالعلة التي


قال: "ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة, ومنبري على حوضي".
"قال ابن أبي جمرة: معناه: تنقل تلك البقعة", وقدرها ثلاث وخمسون ذراعًا، وقيل: أربع وخمسون وسدس، وقيل: خمسون إلّا ثلثي ذراع, وهو الآن كذلك، فكأنَّه نقص لما أدخل بين الحجرة في الجدار، قاله الحافظ, "بعينها" يوم القيامة, فتجعل "في الجنة فتكون روضة من رياض الجنة".
"قال: والأظهر الجمع بين الوجهين معًا" إذ لا تخالف بينهما "يعني: احتمال كونها تنقل إلى الجنة, واحتمال كون العمل فيها يوجب لصاحبه روضة في الجنة".
قال: ولكل وجه منهما" أي: الاحتمالين، وفي نسخة: منها، أي: الاحتمالين, والجمع بينهما "دليل يعضده ويقويه" عطف تفسير من جهة النظر والقياس.
"أمَّا الدليل على أنَّ العمل فيها يوجب روضة في الجنة, فلأنه إذا كانت الصلاة في مسجده -عليه الصلاة والسلام- بألف فيما سواه من المساجد, فلهذه البقعة زيادة على باقي البقع" بضم ففتح- جمع بقعة "كما كان للمسجد زيادة على غيره", واعترض هذا بأنه لا اختصاص لذلك بتلك البقعة، فالعمل في أي مكان، كذلك وأجيب بأنها سبب قوي يوصّل إليها على وجه أتم من بقية الأسباب، وبأنها سبب لروضة خاصَّة أجلّ من مطلق الدخول والتنعم، فإن أهل الجنة يتفاوتون في منازلها بقدر أعمالهم, "وأما الدليل على كونها بعينها في الجنة, وكون المنبر أيضًا على الحوض, كما أخبر -عليه الصلاة والسلام" في بقية الحديث, "وأن" بالواو كما في نسخ صحيحة, عطف على كونها، أي: وعلى أن "الجذع في الجنة والجذع"

<<  <  ج: ص:  >  >>