"وقال مالك" وأكثر أهل المدينة وعمر بن الخطاب وجماعة "المدينة" أفضل من مكة ومسجدها أفضل" من مسجد مكة, واختاره كثير من الشافعية, من آخرهم السيوطي، فقال: المختار تفضيل المدينة, والشريف السمهودي والمصنف كما يأتي معتذرًا عن مخالفة مذهبه، بأنَّ هوى كل نفس أين حل حبيبها, "ومما أحتج به أصحابنا لتفضيل مكة حديث عبد الله" بن عدي بالدال "ابن الحمراء" القرشي الزهري، ويقال: إنه ثقفي حالف بني زهرة, وكان ينزل قديدًا وأسلم في الفتح وسكن المدينة. قال البغوي: لا أعلم له غير هذا الحديث، وهو "أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو واقف على راحلته" كذا في النسخ, والذي في الحديث على الحزورة -بفتح المهملة وإسكان الزاي فواو مفتوحة فراء فهاء تأنيث: سوق كانت بمكة أدخلت في المسجد, وقد قدمه المصنف في الهجرة على الصواب "يقول: "والله إنك لخير أرض الله وأحبها إلى الله، ولولا إني أخرجت منك ما خرجت". وفي رواية: "ولولا أن أهلك أخرجوني ما خرجت منك" أي: تسببوا في إخراجي, "قال الترمذي: حسن صحيح", قال في الإصابة: تفرَّد به الزهري, واختلف عليه فيه، فقال الأكثر: عن الزهري عن أبي سلمة عن عبد الله بن عدي بن الحمراء, وقال معمر: عنه عن أبي سلمة عن أبي هريرة، ومرة أرسله، وقال ابن أخي الزهري عنه، عن محمد بن جبير بن مطعم، عن عبد الله بن عدي, والمحفوظ الأول, "وقال ابن عبد البر: هذا أصح الآثار عنه -صلى الله عليه وسلم- قال: وهذا قاطع في محل الخلاف. انتهى".