"فعند الشافعي والجمهور معناه، أي: الحديث: إلا المسجد الحرام، فإن الصلاة فيه أفضل من الصلاة في مسجدي" بناءً على قولهم بفضل مسجد مكة على مسجد المدينة. "وعند مالك وموافقيه: إلا المسجد الحرام، فإن الصلاة في مسجدي تفضله بدون الألف", ويؤيده أن في بعض طرق حديث أبي هريرة عند مسلم والنسائي: "إلا المسجد الحرام، فإني آخر الأنبياء ومسجدي آخر المساجد". قال عياض: هذا ظاهر في تفضيل مسجده لهذه العلة، قال القرطبي: لأنَّ ربط الكلام بقاء التعليل يشعر أن مسجده إنما فضل على المساجد كلها؛ لأنه متأخر عنها, ومنسوب إلى نبي متأخر عن الأنبياء كلهم, فتدبره، فإنه واضح. انتهى. وقال ابن بطال: يجوز في الاستثناء أن يكون المراد: فإنه مساوٍ لمسجد المدينة أو فاضلًا أو مفضولًا، والأوّل أرجح؛ لأنه لو كان فاضلًا أو مفضولًا لم يعلم مقدار ذلك إلّا بدليل, بخلاف المساواة, قيل: "كأنه لم ير دليل كونه فاضلًا, "و" هو ما جاء "عن عبد الله بن الزبير، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد, إلا المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة صلاة في هذا". رواه أحمد وابن خزيمة وابن حبان في صحيحه، وزاد: يعني: في مسجد المدينة" بيان