"ومذهب عمر بن الخطاب وبعض الصحابة وأكثر المدنيين" أي: علماء المدينة -كما قال القاضي عياض: إن المدينة أفضل, وهو إحدى الروايتين عن أحمد", والصحيح المشهور عن مالك, والأدلة كثيرة من الجانبين, حتى مال بعضهم إلى تساوي البلدين, "وأجمعوا على أنَّ الموضع الذي ضمَّ أعضاءه الشريفة -صلى الله عليه وسلم- أفضل بقاع الأرض حتى موضع الكعبة، كما قاله ابن عساكر والباجي" أبو الوليد سليمان بن لف, الحافظ الفقيه, "والقاضي عياض" معبرًا بقوله: موضع قبره، والظاهر أن المراد جميع القبر لا خصوص ما لاقى الجسد الشريف؛ لأنه يقال عرفًا للقبر ضمّ الأعضاء، ويؤيد ذلك قول القائل في قصيدة أولها: دار الحبيب أحق أن تهواها إلى أن قال: جزم الجميع بأن خير الأرض ما ... قد حاط ذات المصطفى وحواها ونعم لقد صدقوا بساكنها علت ... كالنفس حين زكت زكى مأواها "بل نقل التاج السبكي كما ذكره السيد السمهودي" بفتح السين وسكون الميم, "في فضائل المدينة, عن ابن عقيل الحنبلي أنها" أي: البقعة التي قُبِرَ فيها المصطفي -صلى الله عليه وسلم "أفضل من العرش، وصرَّح الفاكهاني بتفضيلها على السماوات، ولفظه: وأقول أنا: وأفضل من بقاع السماوات أيضًا، ولم أر مَنْ تعرَّض لذلك" بالنص عليه, "والذي أعتقده أن ذلك لو عرض على علماء الأمة لم يختلفوا فيه".