للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بمواطئ قدميه، بل لو قال قائل: إن جميع بقاع الأرض أفضل من جميع بقاع السماء لشرفها؛ لكونه -صلى الله عليه وسلم- حالًّا فيها لم يبعد، بل هو عندي الظاهر المتعيّن. انتهى.

وحكاه بعضهم عن الأكثرين لخلق الأنبياء منها ودفنهم فيها، لكن قال النووي: والجمهور على تفضيل السماء على الأرض، أي: ما عدا ما ضمّ الأعضاء الشريفة.

وقد استشكل ما ذكره من الإجماع على أفضلية ما ضمّ أعضاءه الشريفة على جميع بقاع الأرض، ويؤيده ما قاله الشيخ عز الدين بن عبد السلام في تفضيل بعض الأماكن على بعض، من أنَّ الأماكن والأزمان كلها متساوية، ويفضلان بما يقع فيهما, لا بصفات قائمة بهما. قال: ويرجع تفضيلهما إلى ما ينيل الله العباد فيهما من فضله وكرمه، والتفضيل الذي فيهما أنَّ الله تعالى يجود على عباده بتفضيل أجر العاملين فيهما. انتهى ملخصًا.


"وقد جاء أن السماوات شرفت بمواطئ قدميه, بل" إضراب انتقالي, "لو قال قائل: إن جميع بقاع الأرض أفضل من جميع بقاع السماء لشرفها؛ لكونه -صلى الله عليه وسلم- حالًّا فيها لم يبعد، بل هو عندي الظاهر المتعيّن. انتهى" كلام الفاكهاني.
"وحكاه" أي: تفضيل الأرض على السماء, "بعضهم عن الأكثرين" من العلماء, "لخلق الأنبياء منها ودفنهم فيها، لكن قال النووي: والجمهور على تفضيل السماء على الأرض"؛ لأنها لم يعص الله فيها، ومعصية إبليس لم تكن فيها أو كانت فيها، ولكن لندورها, كأنه لم يعص فيها أصلًا، وصحَّحه بعضهم, وبعض آخر صحَّح الأول، فهما قولان مرجحان, ومحل الخلاف فيما عدا القبر الشريف، كما قال "أي: ما عدا ما ضمّ الأعضاء الشريفة" فإنها أفضل إجماعًا، بل قال البرماوي عن شيخه السراج البلقيني: الحق أن مواضع أجساد الأنبياء وأرواحهم أشرف من كل ما سواها من الأرض والسماء, ومحل الخلاف غير ذلك. انتهى.
"وقد استشكل ما ذكره من الإجماع على أفضلية ما ضمّ أعضاءه الشريفة على جميع بقاع الأرض، ويؤيده ما قاله الشيخ عز الدين" الذي قاله غيره: إن المستشك هو العز "بن عبد السلام في تفضيل بعض الأماكن على بعض, من أن الأماكن والأزمان كلها متساوية, ويفضلان بما يقع فيهما" من الأعمال, "لا بصفة قائمة فيهما".
"وقال" العز: "ويرجع تفضيلهما إلى ما ينيل" أي: يعطي, "الله العباد فيهما من فضله وكرمه والتفضيل الذي فيهما" هو "أنّ الله تعالى يجود على عباده بتفضيل أجر العاملين

<<  <  ج: ص:  >  >>