"وفي رواية: بل أشد", فأوفى الأولى للإضراب، فاستجاب الله له، فكانت أحب إليه من مكة كما جزم به السيوطي, ونحوه قوله: "وقد أجيبت دعوته حتى كان يحرك دابته إذا رآها من حبها" أي: المدينة، كما رواه البخاري عن أنس أنه -صلى الله عليه وسلم- كان إذا قدم من سفر فنظر إلى جدران المدينة أوضع, وإن كان على دابة حركها من حبها. "وروى الحاكم" في المستدرك, وأبو سعد في الشرف عن أبي هريرة "أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: "اللهم إنك أخرجتني من أحب البقاع إلي, فاسكنِّي في أحب البقاع إليك"، أي: في موضع تصيره كذلك فيجتمع فيه الحبان" وتمامه, فأسكنه الله المدينة. "قيل: وضعَّفه ابن عبد البر" فقال: لا يختلف أهل العلم في نكارته وضعفه, "ولو سلمت صحته فالمراد: أحب إليك بعد مكة لحديث "إن مكة خير بلاد الله". "وفي رواية: "أحب أرض الله إلى الله" ولزيادة التضعيف بمسجد مكة" في الصلوات, "وتعقبه العلامة السيد السمهودي، بأن ما ذكر" من الحديث والتضعيف "لا يقتضي صرفه عن ظاهره؛ إذ القصد به الدعاء لدار هجرته بأن يصيرها الله كذلك، وحديث: "إن مكة خير بلاد الله" محمول على بدء الأمر قبل ثبوت الفضل للمدينة, وإظهار الدِّين, وافتتاح البلاد منها حتى مكة، فقد أنالها" أي: المدينة "وأنال:" أعطى "بها ما لم يكن لغيرها من البلاد، فظهر" بذلك "إجابة دعوته وصيرورتها أحب مطلقًا" أي: من مكة وغيرها "بعد" بالضم، أي: بعد حلوله فيها