كذا في النسخ، والذي في مسلم: إنما هو عن أبي هريرة, أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم قال: "يأتي على الناس زمان يدعو الرجل ابن عمه وقريبه" أي: الرجل "هلمَّ" أي: تعال "إلي الرخاء" الزرع والخصب وغير ذلك, "والمدينة خير لهم" من الرخاء؛ لأنها حرم الرسول وجواره ومهبط الوحي ومنزل في البركات, "لو كانوا يعلمون" بما فيها من الفضائل؛ كالصلاة في مسجدها, وثواب الإقامة فيها, وغير ذلك من الفوائد الدينية والأخروية التي تحتقر دونها الحظوظ الفانية العاجلة بسبب الإقامة في غيرها, وجواب لو محذوف، أي: ما خرجوا منها، أو لو للتمنى فلا جواب لها، وعلى التقديرين، ففيه تجهيل من فارقها تقويته على نفسه خيرًا عظيمًا, وللبزار برجال الصحيح عن جابر مرفوعًا: "ليأتينَّ على أهل المدينة زمان ينطلق الناس منها إلى الأرياف يلتمسون الخاء, فيجدون رخاء, ثم يتحملون بأهليهم إلى الرخاء, والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون" والأرياف: جمع ريف -بكسر الراء- وهو ما قارب المياه في أرض العرض، وقيل: هو الأرض التي فيها الزرع والخصب، وقيل غير ذلك, "والذي نفسي بيده, لا يخرج أحد رغبة عنها" أي: كراهة لها, من: رغبت عن الشيء إذا كرهته، قاله المازري, "إلا أخلف الله فيها خيرًا منه" بمولود يولد بها، أو