"قال في فتح الباري: "وقد استشكل عدم دخول الطاعون المدينة مع كونها شهادة" كما صحَّ في الحديث, "وكيف قرن بالدجال" ولا يقرن الخبيث بالطيب, "ومدحت المدينة بعدم دخولهما" الدجال والطاعون. "وأجيب بأن كون الطاعون شهادة ليس المراد بوصفه بذلك ذاته، وإنما المراد أنَّ ذلك يترتب عليه وينشأ عنه؛ لكونه سببه، فإذا استحضر ما تقدَّم في المقصد الثامن" معلوم أن هذا ليس في الفتح، ولكن زاده المصنف لإفادة تقدّمه من أنه طعن الجن, حَسُنَ مدح المدينة بعدم دخوله إياها، فإن فيه إشارة إلى أن كفار الجن وشياطينهم ممنوعون من دخول المدينة، ومن اتفق دخوله فيها لا يتمكن من طعن أحد منهم"، أي: أهلها وهذا شرف