للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المدينة المسيح الدجال ولا الطاعون".

وفيه: عن أبي بكر -رضي الله عنه, عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا يدخل المدينة رعب المسيح الدجال، لها يومئذ سبعة أبواب, على كل باب ملكان".

قال في فتح الباري: وقد استكمل عدم دخول الطاعون المدينة مع كونها شهادة، وكيف قرن بالدجال، ومدحت المدينة بعدم دخولهما.

وأجيب: بأن كون الطاعون شهادة ليس المراد بوصفه بذلك ذاته، وإنما المراد أن ذلك يترتب عليه، وينشأ عنه لكونه سببه، فإذا استحضر ما تقدّم في المقصد الثامن من أنه طعن الجن, حَسُنَ مدح المدينة بعدم دخوله إياها، فإن فيه إشارة إلى أن كفَّار الجن وشياطينهم ممنوعون من دخول المدينة، ومن اتفق دخوله


"المدينة المسيح" بحاء مهملة وإعجامها تصحيف كما قال غير واحد, "الدجال" من الدجل, وهو الكذب والخلط؛ لأنه كذاب خلاط, "ولا الطاعون، وفيه" أي: البخاري في الحج, من أفراده عن أبي بكرة نفيع بن الحرث بن كلدة الثقفي "رضي الله عنه, عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا يدخل المدينة رعب" بضم الراء- فزع وخوف, "المسيح الدجال" إخبار من الصادق بأمن أهلها منه، ولا يعارض هذا حديث أنس في الصحيحين: "ترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات, فيخرِج الله كل كافر ومنافق" كما قدَّمته؛ لأن المراد بالرعب ما يحصل من الفزع من ذكره, والخوف من عتوه وتجبره, لا الرجفة التي تقع بالزلزلة بإخراج من ليس بمخلص, "لها" أي: المدينة "يومئذ" أي: يوم نزوله بعض السباخ التي بالمدينة -كما في حديث أنس عند الشيخين، أي: "ينزل خارج المدينة على أرض سبخة"، وأضيف لها لقربها منها, "سبعة أبواب، على كل باب ملكان" يحرسانها منه -لعنه الله.
"قال في فتح الباري: "وقد استشكل عدم دخول الطاعون المدينة مع كونها شهادة" كما صحَّ في الحديث, "وكيف قرن بالدجال" ولا يقرن الخبيث بالطيب, "ومدحت المدينة بعدم دخولهما" الدجال والطاعون.
"وأجيب بأن كون الطاعون شهادة ليس المراد بوصفه بذلك ذاته، وإنما المراد أنَّ ذلك يترتب عليه وينشأ عنه؛ لكونه سببه، فإذا استحضر ما تقدَّم في المقصد الثامن" معلوم أن هذا ليس في الفتح، ولكن زاده المصنف لإفادة تقدّمه من أنه طعن الجن, حَسُنَ مدح المدينة بعدم دخوله إياها، فإن فيه إشارة إلى أن كفار الجن وشياطينهم ممنوعون من دخول المدينة، ومن اتفق دخوله فيها لا يتمكن من طعن أحد منهم"، أي: أهلها وهذا شرف

<<  <  ج: ص:  >  >>