للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كما رواه رزين العبدري في جامعه من حديث سعد، زاد في حديث ابن عمر: عجوتها شفاء من السم، ونقل البغوي عن ابن عباس في قوله تعالى: {لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً} أنها المدينة.

وذكر ابن النجار تعليقًا عن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: كل البلاد افتتحت بالسيف, وافتتحت المدينة بالقرآن.

وروى الطبراني في الأوسط بإسناد لا بأس به, عن أبي هريرة يرفعه: "المدينة قبة الإسلام ودار الإيمان، وأرض الهجرة، ومثوى الحلال والحرام".

وبالجملة، فكل المدينة: ترابها وطرقها وفجاجها ودورها وما حولها قد


"وذكره رزين" بن معاوية "العبدري في جامعه من حديث سعد" وروى ابن النجار وأبو نعيم والديلمي عن ثابت بن قيس بن شماس مرفوعًا: "غبار المدينة شفاء من الجذام" وروى ابن زبالة عن صيفي ابن عامر، رفعه: "والذي نفسي بيده, إن تربتها لمؤمنة, وإنها شفاء من الجذام"، أي: مؤمنة حقيقة بأن جعل فيها إدراكًا وقوة تصديق، أو مجازًا لانتشار الإيمان منها.
"وزاد في حديث ابن عمر: عجوتها شفاء من السم" العجوة اسم لنوع خاص من تمر المدينة, وتقدَّم في الطب.
ونقل البغوي عن ابن عباس" في تفسير قوله تعالى: {لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً} [النحل: ٤١] أنها المدينة وقد عدَّ ذلك في أسمائها, وهي نحو مائة.
"وذكر ابن النجار تعليقًا" أي: بلا إسناد, عن عائشة -رضي الله تعالى عنها- أنها قالت: كل البلاد افتتحت بالسيف" إمَّا بالفعل أو بالرعب الحاصل لهم, وافتتحت المدينة بالقرآن" من قبل هجرته إليها لما جاءه أصحاب العقبات الثلاث وأسلموا كما مَرَّ مفصلًا.
"وروى الطبراني في الأوسط بإسنادٍ لا بأس به" نحوه قول الحافظ نور الدين الهيثمي, فيه عيسى بن مينا قالون, وحديثه حسن, وبقية رجاله ثقات، لكن قال تلميذه الحافظ في تخريج أحاديث المختصر: فرد به قالون, وهو صدوق, عن عبد الله بن نافع, وفيه لين, عن ابن المثنَّى, واسمه: سليمان بن يزيد الخزاعى، ضعيف, والحديث غريب جدًّا سندًا ومتنًا, "عن أبي هريرة يرفعه: "المدينة قبة الإسلام ودار الإيمان وأرض الهجرة ومتبوأ" وفي نسخة: ومثوى "الحلال والحرام" أي: محل بيانهما, "وبالجملة: فكل المدينة ترابها وطرقها وفجاجها" أي: طرقها الواسعة، فعطفها على ما قبلها خاص على عام, "ودورها" عطف جزء على كل, "وما حولها قد

<<  <  ج: ص:  >  >>