للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعنده أيضًا: أنَّ ابن عمر كان يأتيه كل سبت ويقول: رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- يأتيه كل سبت.

وعند الترمذي وابن ماجه والبيهقي في حديث أسيد بن ظهير الأنصاري، يرفعه: "صلاة في مسجد قباء كعمرة" , قال الترمذي: حسن غريب. وقال المنذري:


قال ابن عبد البر: اختلف في سبب إتيانه، فقيل: لزيارة الأنصار، وقيل: للتفرّج في بساتينه، وقيل: للصلاة في مسجده, وهو الأشبه، قال: ولا يعارضه حديث: "لا تعمل المطيّ إلا لثلاثة مساجد"؛ لأن معناه عند العلماء للنذر، فإذا نذر أحد الثلاثة لزمه، أمَّا إتيان مسجد قباء أو غيره تطوعًا بلا نذر فيجوز.
وقال الباجي: ليس إتيان مسجد قباء من المدينة من إعمال المطي؛ لأنه من صفات الأسفار البعيدة، ولا يقال لمن خرج من داره إلى المسجد راكبًا أنه أعمل المطي, ولا خلاف في جواز ركوبه إلى مسجد قريب منه في جمعه أو غيرها، ولو أتى أحد إلى قباء من بلد بعيد لارتكب النهي, "وعنده" أي: مسلم "أيضًا" وكذا البخاري " أنَّ ابن عمر كان يأتيه كل سبت" خصَّه لأجل مواصلته لأهل قباء، وتفقده لحال من تأخّره منهم عن حضور الجمعة معه -صلى الله عليه وسلم- في مسجده بالمدينة، قاله الحافظ وغيره.
وقال الزين العراقي: ومن حكمته أنه كان يوم السبت يتفرّغ لنفسه, ويشتغل بقية الجمعة من أوّل الأحد بمصالح الأمة..... أهـ.
ومن حكمته أيضًا إرغام اليهود وإظهار مخالفتهم في ملازمة بيوتهم, "وعند الترمذي وابن ماجه والبيهقي" وشيخه الحاكم "من حديث أسيد" بضم الهمزة وفتح المهملة, "ابن ظهير" بضم الظاء المعجمة المشالة وفتح الهاء- ابن رافع بن عدي بن زيد "الأنصاري" الحارثي, له ولأبيه صحبة.
قال ابن عبد البر: مات في خلافة مروان, "يرفعه: "صلاة" وفي رواية: الصلاة بأل للجنس، فيشمل الفرض والنفل أو للعهد، فيختص بالفرض, "في مسجد قباء كعمرة" في الفضل, قال الحافظ: فيه فضل قباء ومسجدها وفضل الصلاة فيه، كن لم يثبت في ذلك تضعيف بخلاف المساجد الثلاثة.
وروى عمر بن شبة في أخبار المدينة بإسناد صحيح عن سعد بن أبي وقاص، قال: لأن أصلي في مسجد قباء ركعتين أحبّ إلي من أن آتي بيت المقدس مرَّتين، لو يعلمون ما في قباء لضربوا إليه أكباد الإبل "وقال الترمذي: حسن غريب".
قال الحافظ الزين العراقي: رواته كلهم ثقات، وقول ابن العربي: إنه ضعيف غير جيد, "وقال

<<  <  ج: ص:  >  >>