"ورواه أحمد وابن ماجه من حديث سهل بن حنيف" الأنصاري البدري، مرفوعًا "بلفظ: "من تطهر" توضأ "في بيته" , وفي رواية النسائي: "من توضأ فأحسن الوضوء" , "ثم أتى مسجد قباء فصلى فيه صلاة" ركعتين فأكثر, "كان" الإتيان المشتمل على الصلاة, "له كأجر عمرة". وفي رواية النسائي: كان له عدل عمرة, "وصحَّحه الحاكم", ورواه الحافظ قاسم بن أصبغ عنه، مرفوعًا بلفظ: "من تطهر في بيته, ثم خرج عامدًا إلى مسجد قباء, لا يخرجه إلا الصلاة فيه, كان بمنزلة عمرة". "وينبغي أيضًا بعد زيارته -صلى الله عليه وسلم- أن يقصد المزارات" جمع مزار, محل الزيارة، أي: الأماكن التي اشتهرت "بالمدينة الشريفة, والآثار المباركة" التي علم مشيه فيها, "والمساجد التي صلى فيها -عليه الصلاة والسلام- التماسًا لبركته, ويخرج إلى البقيع" بالموحدة "لزيارة مَنْ فيه، فإن أكثر الصحابة ممن توفي بالمدينة في حياته -صلى الله عليه وسلم- وبعد وفاته, مدفون بالبقيع، وكذلك سادات أهل البيت والتابعين". "وروي عن مالك أنه قال: من مات بالمدينة من الصحابة عشرة آلاف، وكذلك" مات بها "أمهات المؤمنين سوى خديجة، فإنها بمكة" وقبرها معلوم, "وميمونة, فإنها بسرف -بفتح المهملة وكسر الراء وبالفاء- قرب مكة, "وقد كان -صلى الله عليه وسلم- يخرج آخر الليل إلى البقيع" الصغير؛ لأنه المراد عند الإطلاق "فيقول: "السلام عليكم دار قوم مؤمنين" بنصب دار على النداء،