قال السيوطي: وبهذا يتضح ترجيح أن المستثنى في الآية الملائكة الأربعة وحملة العرش الثمانية, بناءً على أن المراد بالصعق فيها الموت, وموسى -عليه السلام- بناءً على أنه الغشية, وكون الأمرين مرادين معًا, وكون الاستثناء على الأمرين، ولا يصح استثناء الشهداء من الغشية؛ لأنه إذا حصلت الغشية للأنبياء حتى سيد المرسلين فالشهداء أَوْلَى, انتهى. "وقيل: الشهداء واختاره الحليمي، قال: وهو مروي عن ابن عباس، فإن الله تعالى يقول: {أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} [آل عمران: ١٦٩] وضعَّف الحليمي "غيره من الأقوال" بأن الاستثناء إنما وقع في كان السماوات والأرض، وحملة العرش ليسوا إلى آخر ما يأتي في قول المصنف قريبًا، وتعقَّب بأن.... إلخ. "وقال أبو العباس" أحمد بن عمر بن إبراهيم, الإمام المحدث العلامة, "صاحب المفهم" في شرح مسلم, مات سنة ست وخمسين وستمائة: "الصحيح أنه لم يأت في تعيينهم خبر صحيح والكل محتمل، وتعقبه تلميذه" أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرج, مات سنة إحدى وسبعين وستمائة, "في التذكرة" بأمور الآخرة, "فقال: قد ورد في حديث أبي هريرة مرفوعًا تفسيره بأنهم الشهداء وهو الصحيح" لوروده عن النبي -صلى الله عليه وسلم, "و" أخرج أبو يعلى والحاكم والبيهقيّ "عن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سأل جبريل -عليه السلام- عن هذه الآية" نقل