وفي صحيح مسلم من حديث عبد الله بن عمرو" بن العاص "رفعه" أي: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "يخرج الدجال في أمتي" فذكر الحديث إلى أن قال: "ثم ينفخ في الصور لا يسمعه أحد إلّا أصغى ليتا" بكسر فسكون، أي: أمال صفحة عنقه, "ورفع ليتا" أي: أنه يميلها ويرفعها، وأسقط بعد هذا في مسلم: فأوّل من يسمعه رجل يلوط حوض إبله فيصعق ويصعق الناس، وقوله: يلوط، أي: يطين ويصلح ثم يرسل الله مطرًا كأنه الطل" المطر الخفيف, "فينبت منه أجساد الناس, ثم ينفخ فيه أخرى" النفخة الثانية, "فإذا هم" أي: جمع الموتى "قيام ينظرون" ينتظرون ما يفعل بهم, "والليت بكسر اللام وبالمثناة التحتية" الساكنة، ثم "الفوقية صفحة العنق وهما ليتان" من الجانبين, "وأصغى: أمال" صفحة عنقه مجازًا لأن حقيقته الاستماع. "وأخرج البيهقي" في البعث وشيخه الحاكم وصحَّحه "بسند قوي عن ابن مسعود" في حديث طويل "موقوفًا" عليه, وما في نسخ مرفوعًا خطأ، فقد صرَّح في مجمع الزوائد بأنه موقوف، وأوَّله عند البيهقي وغيره عن ابن مسعود أنه ذكر عنده الدجال، فقال: "تفترق الناس ثلاث فرق" فذكر الحديث إلى أن قال: "ثم يقوم ملك الصور بين السماء والأرض فينفخ فيه" قال القرطبي: قال علماؤنا: الأمم مجمعون على أن الذي ينفخ في الصور إسرافيل، وفي الأحاديث ما يدل على أن معه ملكًا آخر، فلعلَّ له قرنًا آخر ينفخ فيه. انتهى.