قال الحافظ: هذا يدل على أن النافخ غير إسرافيل, فيحمل على أنه ينفخ النفخة الأولى إذا رأى إسرافيل ضم جناحيه، ثم ينفخ إسرافيل النفخة الثانية وهي نفخة البعث, "والصور قرن" من لؤلؤة بيضاء على ما مر "فلا يبقي الله خلق في السماوات والأرض" ممن كان حيًّا حين النفخ, "إلا مات, إلا من شاء ربك, ثم يكون بين النفختين ما شاء الله أن يكون" أبهمه. وقال الحليمي: اتفقت الروايات على أن بينهما أربعين سنة، وفي جامع ابن وهب: أربعين جمعة, وسنده منقطع. "وأخرج ابن المبارك في" كتاب "الرقاق" بكسر الراء- جمع رقيق, أي الأمور التي ترقق القلب وتلينه, من مرسل الحسن البصري: بين النفختين أربعون سنة، الأولى يميت الله بها كل حي, والأخرى يحيي الله بها كل ميت، ونحوه عند ابن مردويه من حديث ابن عباس" موقوفًا "وهو ضعيف" أي: إسناده في الصحيحين عن أبي هريرة رفعه: "ما بين النفختين أربعون"، قالوا: يا أبا هريرة أربعون يومًا، قال أبيت، قالوا: شهرًا قال: أبيت، قالوا: عامًا، قال: أبيت, قيل: معناه: امتنعت عن بيان ذلك، وعلى ذلك فعنده علم من ذلك سمعه منه -صلى الله عليه وسلم، وقيل: معناه: امتنعت أن أسأله -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك, وعلى هذا لم يكن عنده علم, قال القرطبي: والأول أظهر, وإنما لم يبينه لأنه لا ضرورة إليه، وقد ورد من طريق آخر أن بين النفختين أربعين عامًا. انتهى. أي: عن ابي هريرة مرفوعًا, في حديث عند أبي داود في كتاب البعث، لكن قال الحافظ: قد ورد من طرق أنَّ أبا هريرة صرَّح بأنه ليس عنده علم بالتعيين, وعند ابن مردويه بسند جيد، أنَّ أبا هريرة لما قال أربعون، قالوا: ماذا؟ قال: هكذا سمعت. "وعن أنس قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "أنا أول الناس خروجًا إذا بعثوا" من قبورهم وهو بمعنى قوله: "أنا أول من تنشق عنه الأرض" وهذا من كمال عناية ربه به؛ حيث منحه هذا السبق