"وأشار إلى نحوه القاضي عياض، فقال: وإن من رحمة الله توفيقه للعمل وهدايته للطاعة, وكل ذلك لم يستحقه العامل بعمله, وإنما هو بفضل الله ورحمته، وقال غيره: لا تنافي بين ما في الآية والحديث؛ لأن الباء التي أثبتت الدخول هي باء السببية التي تقتضي سببية ما دخلت عليه لغيره, وإن لم يكن مستقلًّا بحصوله" بل مع رحمة الله وتوفيقه للعمل وقبوله, لا بمجرده "والباء التي نفت الدخول هي باء المعارضة التي يكون فيها أحد العوضين مقابلًا للآخر, نحو: اشتريت منه بكذا" تمثيل لباء المعارضة, "فأخبر" صلى الله عليه وسلم "أنَّ دخول الجنة ليس في مقابلة عمل أحد, وأنه لولا رحمة الله بعبده ما أدخله الجنة؛ لأن العمل بمجرده ولو تناهى" بلغ النهاية، أي: الغاية "لا يوجب بمجرده دخول الجنة, ولا يكون عوضًا لها" فكأنه قيل: لن يدخل أحد الجنة عوضًا عن عمله؛ "لأنه لو وقع على الوجه الذي يحبه الله لا يقاوم نعمة الله، بل جميع العمل لا يوازي" لا يقابل "نعمة واحدة" من نعم الله تعالى, "فلو طالبه بحقه لبقيت عليه من الشكر على تلك النعمة بقية لم يقم بها؛ لأن نفس الشكر على النعمة نعمة تستدعي