وقال القرطبي: هذا الرجاء قبل علمه أنه صاحب المقام المحمود، ومع ذلك فإن الله يزيده بدعاء أمته له رفعة كما يزيدهم بصلاتهم عليه. "قال الحافظ عماد الدين بن كثير: الوسيلة عَلَمٌ على أعلى" أرفع وأفضل "منزلة في الجنة, وهي منزلة رسول الله -صلى الله عليه وسلم, وداره في الجنة, وهي أقرب أمكنة الجنة إلى العرش". "وقال غيره: الوسيلة فعيلة من وَسَلَ" من باب وعد, "إليه, إذا تقرَّب، يقال: توسَّلت إذا تقربت, وتطلق" الوسيلة أيضًا "على المنزلة العلية، كما قال في هذا الحديث، فإنها منزلة في الجنة" علية "على أنه يمكن ردها إلى الأوّل، فإن الواصل إلى تلك المنزلة قريب من الله" القرب المعنوي, "فيكون كالقربة التي يتوسّل بها" أي: يتقرب، "ولما كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أعظم الخلق عبودية لربه, وأعلمهم به, وأشدهم له خشية, وأعظمهم له محبة, كانت منزلته أقرب المنازل إلى الله تعالى, وهي أعلى درجة في الجنة" ليس فوقها درجة "وأمر" صلى الله عليه وسلم "أمته أن يسألوها له" مع أنها محققة الوقوع له, "لينالوا بهذا الدعاء الزلفى" القرب, "وزيادة الإيمان" بالله ورسوله, "وأيضًا فإن الله تعالى قدَّرها له بأسباب, منها: دعاء أمته له بها بما نالوه