للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما الفضيلة فهي المرتبة الزائدة على سائر الخلق، ويحتمل أن تكون منزلة أخرى، أو تفسيرًا للوسيلة.

وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "الوسيلة درجة عند الله -عز وجل, ليس فوقها درجة, فسلوا الله لي الوسيلة". رواه أحمد في المسند، وذكره ابن أبي الدنيا، وقال: "الوسيلة درجة ليس في الجنة أعلى منها، فسلوا الله أن يؤتينها على رءوس الخلائق".

وروى ابن مردويه عن عليٍّ عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا سألتم الله فسلوا لي


على يده من الهدى والإيمان", فهي من الشكر على ذلك, "وأما الفضيلة فهي المرتبة الزائدة على" مراتب "سائر الخلائق"؛ لأن الفضل الزيادة, "ويحتمل" بعد ذلك "أن تكون منزلة أخرى, "يحتمل أن تكون "تفسيرًا للوسيلة".
روى البخاري وأحمد والأربعة عن جابر مرفوعًا: "من قال حين يسمع النداء: اللهمَّ رب هذه الدعوة التامة, والصلاة القائمة, آت محمدًا الوسيلة والفضيلة, وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته, حلَّت له شفاعتي يوم القيامة".
قال السخاوي: وزيادة, والدرجة الرفيعة لم أرها في شيء من الروايات, ولا في نسخ الشفاء إلّا في نسخة علم عليهاكاتبها بما يشير إلى الشكِّ فيها, وقد عقد لها في الشفاء فصلًا في مكان آخر, ولم يذكر فيه حديثًا صريحًا, وهو دليل لغلطها, قاله المصنف في مقصد المحبة. فعجيب نقله عن غيره, ولكن آفة العلم النسيان.
وعن أبي سعيد" بكسر العين سعيد بسكونها- ابن مالك ابن سنان "الخدري, "الصحابي ابن الصحابي قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "الوسيلة درجة" منزلة رفيعة "عند الله -عز وجل, ليس فوقها درجة" بل هي أعلى الدرجات كما يأتي, وهو مفاد النفي عرفًا وإن صدق لغة بالتساوي, "فسلوا الله لي الوسيلة".
"رواه أحمد في المسند، وذكره" أي: رواه "ابن أبي الدنيا، وقال" في سياقه: "الوسيلة درجة ليس في الجنة أعلى منها، فسلوا الله أن يؤتينها على رءوس الخلائق" فصرَّح بأنها أعلى الدرجات، فعلم أنه المراد في قوله: "ليس فوقها درجة" ووجه تخصيص الدعاء له -صلى الله عليه وسلم- بالوسيلة والفضيلة بعد الأذان أنَّه لما كان دعاء إلى الصلاة، وهي مقرَّبة إلى الله تعالى ومعراج المؤمنين، ومما امتنَّ به علينا بإرشاده وهدايته -صلى الله عليه وسلم- ناسب أن يجازى على ذلك بالدعاء له بالتقرب إلى الله ورفعة المنزلة، فإن الجزاء من جنس العمل.
"وروى ابن مردويه" بفتح الميم وقد تكسر "عن عليٍّ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا سألتم

<<  <  ج: ص:  >  >>